فرنسا تتهم إيران بالتخطيط لتفجير على أراضيها
جمّدت أصولاً لوزارة الاستخبارات الإيرانية ودهمت «مركز الزهراء» المرتبط بـ«الإرشاد»
● توقيف11 من المرتبطين بمخطط تفجير مؤتمر «مجاهدي خلق» في باريس... وطهران تنفي
في تطور ينذر بتدهور كبير في علاقة إيران بالدول الأوروبية التي تعول عليها الأولى لمواجهة العقوبات والضغوط الأميركية، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي أمس أن بلاده توصلت إلى أن إدارة العمليات بوزارة الاستخبارات الإيرانية «أمرت بالتخطيط» لاعتداء قرب باريس كان يستهدف تجمعاً لمنظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة في 30 يونيو الماضي، لكنه أحبط.وقال المصدر إن المخابرات الفرنسية خلصت، بعد تحقيق طويل ودقيق ومفصل، إلى أن مسؤول الاستخبارات الإيراني سعيد هاشمي مقدم هو الذي أمر بشن هذا الهجوم.وجاء الكشف عن إدانة «الاستخبارات الإيرانية» بالتخطيط للاعتداء، بعد ساعات من تجميد السلطات الفرنسية أصول إدارة الأمن في هذه الوزارة، فضلاً عن أصول إيرانيين، أحدهما الدبلوماسي أسدالله الأسدي الذي يعتقد أنه «العقل المخطط» للاعتداء، والموقوف في ألمانيا.
وأفادت وزارات الشؤون الخارجية والداخلية والاقتصاد الفرنسية، في بيان مشترك، بأن هذا التحرك جاء رداً على مخطط استهداف الحركة الإيرانية المعارضة في فيلبينت قرب باريس. وأضافت أن تلك الخطوة «لا تمس» الإجراءات الجنائية للقضية، في حين شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على أن هذا «الهجوم الفاشل يؤكد الحاجة إلى نهج أقوى في علاقاتنا مع طهران».وفي الإطار ذاته، أغلقت السلطات الفرنسية حسابات رسمية تابعة لوزارة الاستخبارات بالتزامن مع حملة مداهمات شنتها الشرطة أمس على مواقع ومقرات مؤسسات موالية لإيران في باريس، إذ تم إيقاف 11 شخصاً، خلال عملية لـ«مكافحة الإرهاب» قام بها 200 شرطي، واستهدفت «مركز الزهراء»، المرتبط بوزارة الإرشاد الإيرانية، ومسؤوليه في بلدة غراند سانت بشمال فرنسا.وبينما كشفت مصادر مطلعة أنه إلى جانب توقيف هؤلاء الأشخاص، تمت مصادرة أسلحة ومواد أخرى، مع إبقاء ثلاثة منهم محتجزين قيد التحقيق، أفادت الشرطة الفرنسية بأنها تتابع بدقة نشاطات هذا المركز «بسبب تأييد قادته الواضح لمنظمات إرهابية عديدة، وحركات تروج أفكاراً مخالفة لقيم الجمهورية».يأتي ذلك غداة موافقة ألمانيا على ترحيل الأسدي إلى بلجيكا، التي تشير التحقيقات إلى أنه كلف زوجين يعيشان في بلجيكا بشن الهجوم، وسلم لهما جهازاً يحتوي على 500 غرام من المواد المتفجرة.وتزامن التحرك الفرنسي مع زيارة أجراها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس لباريس أمس، وإعلان طهران قرب الوصول إلى اتفاق مع أوروبا لتفادي العقوبات الاقتصادية الأميركية عليها.في مقابل ذلك، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيراني بهرام قاسمي الاتهامات الفرنسية، ووصفها بأنها «استعراض مسرحي»، داعياً باريس إلى «النظر بواقعية تجاه إيران»، ومحذراً إياها من «الأيادي والنوايا المشؤومة التي تسعى إلى تخريب العلاقات التاريخية بين البلدين».