الشطي: قراءة أوديب تكشف لك طريقة تفكير الباحث

استضافته مكتبة تكوين في محاضرة أدبية

نشر في 04-10-2018
آخر تحديث 04-10-2018 | 00:00
قدَّم د. الشطي عشر قراءات لمسرحية أوديب، عُرضت وفق الزمان والاتجاهات، لافتاً إلى أن "قراءة أوديب تبين لنا طريقة تفكير الباحث".
أقامت مكتبة تكوين محاضرة بعنوان "مسرحية أوديب: قراءات ثرية"، للأديب د. سليمان الشطي، في مقرها بمجمع لايف سنتر بالشويخ، وقد حضرها جمع من المثقفين والأدباء.

واستهل د. الشطي محاضرته، قائلا: "نستذكر اليوم الصديق والزميل إسماعيل فهد إسماعيل، الذي يمثل رحيله خسارة كبيرة للأدب الكويتي، فهو رائد ومجدد وحاضر في كل مجال، إنه شخصية حتما ستفتقدها الساحة الأدبية، وأستذكره أيضا لصلته بمحاضرة اليوم، لأنه سبق أن توقف عند أوديب، فكأن هذا اللقاء تذكير بجهد الراحل".

وانتقل د. الشطي إلى موضوعه: "قالوا لتشرشل ذات مرة، نريد أن تلقي كلمة لمدة خمس دقائق في احتفالية، فكان رده أنه يحتاج إلى أسبوع، فسألوه: وماذا لو طُلبت منك محاضرة؟ فكان رده أنه جاهز الآن".

وتابع: "فجاءني الإخوة، حينما طلبوا مني التحدث عن أوديب، فمن الممكن أن نقرأ الكثير عنه، ومسرحية أوديب لا يكاد يخلو كتاب من الحديث عنها".

وقال د. الشطي إنه توقف عند نفس كلمة تشرشل، وعلَّق: "في أوديب لا أشكو قلة المادة، لكن كثرتها، فكيف أعرض عليكم تلالا من الآراء والأفكار؟ عندما أردت الكتابة وجدت أنني لا أستطيع أن ألملم، حاولت بقدر الإمكان أن أختصر، فلم أستطع، لكن استخلصت عددا من الصفحات".

وقدَّم د. الشطي عشر قراءات لمسرحية أوديب، وفق الزمان والاتجاهات، وقال إن "قراءة أوديب تكشف لك طريقة تفكير الباحث، حتى نرى كيف فكَّر الذين تناولوا هذه المسرحية. هي تسع قراءات، أما العاشرة فستكون وقفة مع دراسة متميزة لهذه المسرحية".

وأوضح أن "أوديب شخصية غريبة، صعد إلى القمة عندما حل لغزا، وكان جواب اللغز هو الإنسان، حينما أتى إلى المدينة، وقد هبطوه بسبب لغز آخر وهو: مَن قاتل لايوس؟ فتحول البحث إلى مَن أنا؟".

وتناول د. الشطي مجموعة من التفسيرات، وقال: "من هذه الرحلة الغريبة في تاريخ الشخصيات جاءت التفسيرات، وأقدم من توقف مفسرا كان أرسطو، وعندما كتب عن أوديب أو تناول الشعر اختارها كنموذج للتراجيديا، فحلل هذه المسرحية لاستخراج قواعد سار عليها من لحقه، وقال أرسطو في كتابه إن سقوط أوديب بسبب عيب فيه".

وتساءل د. الشطي: "ما العيب الذي توقف عنده أرسطو؟"، مشيرا إلى أنه لم يقل، وجاء المفسرون، وأخذوا يفككون هذه المقولة، من خلال دراستهم للمسرحية، وبينوا أن الذي أسقط أوديب الغضب والتسرع.

وبيَّن د. الشطي أن "هناك ستة مواقع في المسرحية تكشف لنا هذا العيب، منها سر خروجه من مدينته الأصلية".

وتابع: "عندما جاءت عصور أخرى سيطر أرسطو، وعندما جاء عصر العقل (الكلاسيكي) أخذوا نفس الفكرة، لكن تم تكييفها مع عقولهم وعصرهم، فأوديب كان قويا فاضلا، وصراعه مع الآلهة الشريرة، وكان هناك كاهن مفسد، وهو تريزياس. أما الفيلسوف أرتور شوبنهاور، فقدم لنا فكرة تخص نوعا من الموافقة مع قبول الحياة".

من ناحية أخرى، قال د. الشطي إن "هناك تفسيرا اجتماعيا، ومن درسوا هذه المسرحية حاولوا أن ينظروا إلى مجتمع اليونان في ذلك الوقت، واعتبروها أيام سوفوكليس هروبا من تفسير أرسطو قبل هذه المحاكمة، وجاء جيل جديد بعد هذه الحركة العقلية اليونانية رافض للجيل القديم. فمن خلال هذه المسرحية يحاكم القيم السابقة، ومن ثم يقدم لنا كشفا، وعلى هذه الخشبة تتعارك وتدان هذه الأفكار".

واستمر د. الشطي في طرح مجموعة من التفسيرات والقراءات، منها التفسير النفسي، مشيرا إلى أنه عندما جاء فرويد وعاد إلى تجارب الطفولة والغرائز المكبوتة حدد لنا مستويات الشعور الثلاثة؛ الشعور بأن هناك أفكارا سابقة لديك تستطيع استعادتها، وهذه تجارب مؤلمة ورغبات مكبوتة، وهناك حواجز وضعها المجتمع لا يمكن أن يستعيدها الإنسان بسهولة، وهناك ما يُستعاد بوسائل غير معلومة.

وأضاف: "فرويد يهتم ويحترم الفنانين، ويرى أنهم سبقوا رجال العلم، وفي هذا السياق جاء كتابه عام 1900م، وفيه ذكر أسطورة أوديب".

فرويد يهتم ويحترم الفنانين ويرى أنهم سبقوا رجال العلم

إسماعيل فهد شخصية ستفتقدها الساحة الأدبية
back to top