يترقب العاملون في قطاع السياحة بمصر أي أخبار إيجابية لتمنحهم أمل استعادة الرحلات السياحية المتوقفة منذ نحو ثلاث سنوات، وفي مقدمها السياحة الروسية التي تشكل أكبر نسبة من حجم السياحة الوافدة إلى مصر. واعتبر مرشدون سياحيون وعاملون في قطاعي السياحة والآثار أن الاكتشافات التي تُعلن بين الحين والآخر خلال الفترة الأخيرة، تشكل قبلة حياة لهذا القطاع المتجمد.

وهلَّل كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي فرحاً بعد إعلان عدد من البعثات الأثرية اكتشافات جديدة تضاف إلى رصيد مصر من الآثار الفرعونية التي لا تضاهيها آثار حول العالم، نظراً إلى قيمتها الحضارية والتاريخية والفنية. ودوّن أحدهم على «فيسبوك»: «ستكون هذه الاكتشافات الجديدة فاتحة خير لعودة الروح إلى قطاع السياحة الذي يعاني ركوداً كبيراً منذ سنوات»، بينما طالب آخر يعمل في مجال الإرشاد السياحي، بأن يهتم وزيرا السياحة والآثار بالترويج لهذه الاكتشافات عالمياً، لجذب السياحة ومضاعفة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر.

Ad

مقبرة ضخمة

كانت البعثة الأثرية العاملة في منطقة «أبو صير»، شمال منطقة سقارة بضاحية الهرم بمحافظة الجيزة، أعلنت أخيراً نجاحها في الكشف عن مقبرة ضخمة من الحجر الجيري والطوب اللبن لشخص يدعى «كا اير اس»، يعود إلى منتصف الأسرة الخامسة لعهد الملك «ني وسر رع» والملك «نفر اير كا رع».

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن صاحب المقبرة كان يحمل ألقاباً عدة في عصر الأسرة الخامسة، من بينها «المشرف على أعمال الملك»، بحسب النقوش الموجودة على جدران المقبرة.

فيما قال رئيس الإدارة المركزية للقاهرة والجيزة، عادل عكاشة، إنه أثناء أعمال الحفائر عثرت البعثة داخل البئر الرئيس للمقبرة على تمثال من الغرانيت منشطر إلى جزأين، بينما يمثُل التمثال صاحب المقبرة جالساً على مقعد صغير من دون مسند ويرتدي النقبة القصيرة والشعر المستعار المحبب، ونُقش على المقعد اسم صاحب المقبرة وألقابه ومن بينها «السمير الأوحد» وكاتم أسرار بيت الصباح» و{محبوب سيده».

لوحتان

في موازاة ذلك، كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة في مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية في معبد «كوم أمبو» بمدينة أسوان (أقصى جنوب مصر)، عن لوحتين مصنوعتين من الحجر الرملي، إحداهما ترجع إلى الملك سيتي الأول، ثاني ملوك الأسرة الـ19، والأخرى تعود إلى الملك بطليموس الرابع (رابع ملوك الدولة البطلمية التي حكمت مصر بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 305 قبل الميلاد).

وأوضح مصطفى وزيري، أن ارتفاع اللوحة الأولى متران ونصف المتر، وعرضها متر، وسماكتها 30 سنتيمتراً، ووُجدت مكسورة إلى جزأين، لكن ما زالت تحتفظ بالنقوش والكتابات. أما الثانية فوجدت مكسورة إلى أجزاء عدة، جمعها فريق الترميم بالوزارة، ويبلغ ارتفاعها 3.25 أمتار، وعرضها 1.15 متر، وسُمكها 30 سنتيمتراً.

من جانبه، قال رئيس الإدارة المركزية لمصر العليا، محمد عبد البديع، إن اللوحة الأولى صُور عليها الملك سيتي الأول واقفاً إزاء الإله «حورس» والمعبود «سوبك»، ويعلو المنظر قرص الشمس المجنح رمزاً للحماية، وأسفل المنظر نصٌّ بالخط الهيروغليفي مكون من 26 سطراً، ذُكر فيه اسم الملك «حور محب» مرات عدة.

وذكر مدير عام آثار أسوان والنوبة، عبد المنعم سعيد، إن لوحة الملك بطليموس الرابع صُور في الجزء العلوي منها منظر للملك بطليموس الرابع يقف مستلماً عصا نهايتها على شكل حورس، وخلفه زوجته «آرسنوي الثالثة»، وأمامه ثالوث المعبد «حر ور» و{تاسنت نفر» و{نب تاوي»، ويعلو المنظر قرص الشمس المجنح، كذلك وُجد أسفله نص بالخط الهيروغليفي مكوّن من 28 سطراً.

مبنى أثري

قبل نحو أسبوعين، تحديداً في 25 سبتمبر الماضي، نجحت بعثة أثرية أخرى تعمل في منطقة آثار «ميت رهينة» في الكشف عن مبنى أثري ضخم، في منطقة حوض الدمرداش التي تبعد نحو 400 متر عن شمال متحف ميت رهينة بمحافظة الجيزة.

ونفذت البعثة خطة حفر شاملة للموقع خلال العام الجاري، حتى نجحت في الكشف عن مبنى ضخم تبلغ أبعاده 17 متراً و14.5 متراً، ويرجح أنه يمثل جزءاً من الكتلة السكنية للمنطقة، وهو مبني من قوالب الطوب اللبن المدعمة بكتل ضخمة من الأحجار الجيرية، كذلك عُثر على مبنى ملحق به، عبارة عن حمَّام روماني كبير، وحجرة ربما كانت تستخدم لممارسة الطقوس الدينية.