في البداية نود أن نطمئن على صحتك؟

الحمد لله، حالتي الصحية تحسنت كثيراً وأصبحت أفضل بمراحل عن فترات سابقة وأكثر قدرة على استقبال الزوار، ذلك بفضل الرعاية المتميزة التي أتلقاها في مستشفى القوات المسلحة، خصوصاً أن الأطباء هنا يتعاملون بشكل محترف وإنساني مع المرضى.

Ad

كيف وجدت إطلاق اسمك على الدورة الحالية من مهرجان الاسكندرية؟

أشعر بسعادة كبيرة منذ أن تحدث إلي رئيس المهرجان الأمير أباظة، وأخبرني بأنهم قرروا إطلاق اسمي على الدورة 34 من عمر المهرجان، والأخير يشكل تظاهرة سينمائية مهمة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنه يُقام في مدينة جميلة لدي فيها ذكريات لا يمكن أن أنساها. شخصياً، أرى أن علينا دعم المهرجانات باستمرار لأنها تنشر الثقافة السينمائية وتساعدنا في الاستفادة من تجارب الآخرين والاحتكاك بهم.

ما هي أكثر التكريمات التي تعتزين بها؟

ثمة تكريمات عدة أعتزّ بها، خصوصاً أنني كرمت على مدار تاريخي من جهات متعددة، ولكني أعتزّ كثيراً بالدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون التي حصلت عليها أخيراً، فهي وسام على صدري، كذلك تكريم مهرجان القاهرة قبل سنوات، فللتكريم في بلدك مذاق خاص.

ملصق وأفلام

تردد أنك اعتذرت عن عدم التكريم في الدورات التي أقيمت أخيراً؟

ليس صحيحاً ولا أعرف مصدر مثل هذه الإشاعة، خصوصاً أنني كنت أحرص على المشاركة في المهرجان وحضور دوراته، وسبق أن كُرمت فيه فعلاً قبل سنوات طويلة. ولكن هذه المرة التكريم مختلف فالدورة تحمل اسمي، كذلك ملصق المهرجان أعتبره بمنزلة تقدير لمسيرتي الفنية وسعدت به أكثر مما قد يتخيله أحد.

قوبل الملصق الدعائي للدورة الجديدة بعدم ترحيب، هل تناقشت في هذا الأمر مع إدارة المهرجان؟

لم أشاهد الملصق النهائي حتى الآن، ولكن تحدثوا إلي قبل اختيار الصورة التي ستستخدم واخترت صورة فعلاً، ولكني لا أعرف طريقة وضعها على الملصق أو كتابة الكلمات المختلفة التي ترافق الملصقات الدعائية للمهرجانات عادة. في النهاية، أحترم رأي الجمهور حتى لو اختلف مع رأيي.

لماذا اخترت أفلام «قصر الشوق، والسمان والخريف، وقاع المدينة» لتُعرض في المهرجان؟

جاء الاختيار بعد مناقشة إدارة المهرجان معي في الأعمال التي أرغب في عرضها ضمن الفعاليات، وقلت إن للأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ ثلاثية معروفة وأنا أيضاً أريد أن تكون لدي ثلاثية وهي الأفلام الثلاثة التي اخترها. كل فيلم منها شكل محطة مهمة في مسيرتي الفنية وجعلني أفكر جيداً قبل اختياره. والحقيقة أنني أشعر بسعادة كبيرة لعرضها لجمهور المهرجان، عبر شاشة لها بريق خاص.

إذا تحدثنا عن تاريخك فسنذكر بالتأكيد «الناصر صلاح الدين» باعتباره أحد أهم الأفلام السينمائية.

إنه فعلاً أحد أهم الأفلام السينمائية التي قدّمتها، وأنا سعيدة بحصوله على حقه من الجمهور رغم عدم النظر إليه بالتقدير نفسه وقت طرحه. أدين بالنجاح في دوري بهذا الفيلم للمخرج الراحل يوسف شاهين الذي تعلمت منه الكثير من أجل الإلمام بالشخصية وتفاصيلها، وهو تعب كثيراً حتى وصل إلى النتيجة التي شاهدها الجمهور. عموماً، كانت التجربة صعبة في مراحلها كافة، ولكن إصرار فريق العمل على تقديم الفيلم بصورة مشرفة هو السبب الحقيقي وراء خروجه بصورة وضعته ضمن أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

كذلك «أبي فوق الشجرة» فيلم مهم رغم أنه تعرض لانتقادات بسبب كثرة القبلات.

كان بالإمكان في رأيي الاستغناء عن بعض القبلات من دون أن يؤثر ذلك في سياق الأحداث العام، ولكن الفيلم نفسه كقصة جيد وعبد الحليم حافظ كان أحد أفضل الفنانين الذين عملت معهم، وربطت بيننا صداقة منذ فيلم «الخطايا»، وهو كان شخصاً خلوقاً اتسم بالأدب الجم في التعامل مع الآخرين.

كانت الفنانة الراحلة فاتن حمامة إحدى صديقاتك المقربات، حدثينا عن علاقتكما.

كانت فاتن نجمة سينمائية كبيرة عند انطلاقتي بمشواري الفني، وكنت أرى فيها النموذج الذي أتمنى أن أصبح عليه في المستقبل، ومع الوقت جمعتنا صداقة امتدت حتى رحيلها، فهي سيدة عظيمة، وممثلة رائعة ولديها قدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات، وتجعلك تصدقها في كل مرة تشاهدها تؤدي أي دور. حزنت كثيراً عند رحيلها، خصوصاً أنها كانت قريبة مني بشدة.

سينما اليوم

حول وضع السينما في الفترة الراهنة، تقول نادية لطفي: «لا يمكنني الحكم على السينما لاعتبارات عدة أهمها أنني فنانة ولست ناقدة. بالتأكيد، ثمة إيجابيات وسلبيات ومتغيرات عدة حدثت في السنوات الماضية، والآراء تختلف حولها ولكني لا أفضل التقييم لأنه في النهاية يمثل وجهة نظر شخصية».