ديرة «واتساب»
الانجراف وراء هذا الكم من الإشاعات من المثقفين والعامة، من المطلعين والملمين بالأمور قبل غيرهم هو أمر مزعج جداً، ويشير بكل صراحة إلى فقدان الجميع الثقة بأدوات الإعلام الرسمية، بل قد ينعكس الأمر سلباً على مختلف مناحي الحياة من جراء رسالة هشة لم يكلف مصدرُها نفسَه عناء تشكيلها بحبكة منطقية.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
لا أعلم ما الذي أوصلنا إلى هذه الحال؟ فقد تكررت هذه المسألة، وأعني رسالة «الواتساب» في أكثر من مناسبة، لعل أبرزها وأكثرها إزعاجا بالنسبة إلي ما حدث إبان زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لجمهورية الصين، وكيف تم تداول نتائج هذه الزيارة بشكل زائف وسطحي جداً عبر «الواتساب»، وهو ما تطرقت له في مقال سابق، وما تكرر في الأيام القليلة الماضية أيضا تزامنا مع زيارة ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان آل سعود.فالانجراف وراء هذا الكم من الإشاعات من المثقفين والعامة، من المطلعين والملمين بالأمور قبل غيرهم هو أمر مزعج جداً، ويشير بكل صراحة إلى فقدان الجميع الثقة بأدوات الإعلام الرسمية، بل قد ينعكس الأمر سلباً على مختلف مناحي الحياة من جراء رسالة هشة لم يكلف مصدرُها نفسَه عناء تشكيلها بحبكة منطقية، فقد أصبح كل مطلق للإشاعة سواء كانت منظمة أم عفوية لا يتطلب الأمر لديه أي جهد أو أساس موضوعي، كل ما عليه هو أن يستخدم الناس في نشر أي شيء حتى إن لم تكن فيه أي لمسة حقيقية.شخصيا لا أعرف ما الحل الأمثل في مواجهة هذا الأمر، لكن ما أعرفه جيداً هو أن الأسلوب الإعلامي المتبع أثبت عدم جدواه، بل انهياره التام أمام رسالة «واتساب» واحدة، وهو ما يتطلب فعلا بحثا مستفيضا عن أدوات إعلامية أكثر فاعلية، وشفافية أكبر من مؤسسات الدولة قد تساهم في بناء الثقة لدى الناس، وتصرفهم عن هذا النوع من الإشاعات التي قد تقودنا مستقبلاً إلى نتائج لا تُحمد عقباها.
رسالة «واتساب» واحدة تتضمن نقيض كل ما يذكر بالأخبار الرسمية كفيلة بأن تشيع جوا مخالفاً للحقيقة بين أوساط الناس