تتواصل ردود الفعل في لبنان على الادعاءات، التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الخميس الماضي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكد فيها وجود مصانع أسلحة لـ"حزب الله" قرب مطار بيروت الدولي.

وحط وفد من "حزب الله"، أمس، في قصر بعبدا لشكر رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون على المواقف، التي اتخذها في هذا المجال. ونقل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد شكر الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله على مواقفه الأخيرة، لاسيما في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وفي اللقاءات الإعلامية، التي أجراها.

Ad

وقال رعد: "عبّر فخامة الرئيس بمواقفه عن الحس الوطني السيادي، الذي يستشعره اللبناني الأصيل الذي يريد بلده قوياً وحراً وألا يكون مكسر عصا لأي طامع أو معتد أو غازٍ".

أضاف: "مواقف الرئيس عون أثلجت قلوب اللبنانيين وعبّرت عن الأصالة، التي نستند إليها، ونؤكد وقوفنا إلى جانب الرئيس في كل ما يحفظ منعة لبنان وقوته وسيادته، وننوه بالتحرك الذي قام به وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، الذي أجهض أكاذيب العدو ووضع الحقيقة أمام الرأي العام".

وأكد عون بدوره أن مواقفه "هي وليدة قناعة ثابتة تتناغم مع أحداث التاريخ من جهة، والوقائع الراهنة من جهة أخرى. وهي تهدف أولاً وآخراً إلى الدفاع عن حق لبنان وسيادته وكرامته واستقلاله وحمايته من أي اعتداء يستهدفه عسكرياً كان أم سياسياً أو معنوياً".

في سياق منفصل، عاد "الأمل" بتشكيل الحكومة بعد كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، عن "بصيص أمل يمكن أن يبرز بعد لقاء عون والرئيس المكلف سعد الحريري اليوم (أمس)، لافتاً إلى وجود "توزان في التنازلات". واعتبر بري خلال لقاء "الأربعاء النيابي"، أمس، أن "تهديدات نتنياهو ليست عبثية بل عملية"، مشدداً على أن "الرد يكون بتشكيل الحكومة"، ولاحقاً قال الحريري بعد زيارته بعبدا انه متفائل للغاية.

وأكدت مصادر متابعة، أن "الحصص الوزارية باتت شبه محسومة. ففيما يُرجح ألا ينال أي طرف ثلثاً معطلاً، وأن توزع وفق 3 عشرات (حصة الرئيس والتيار الوطني 10 مقاعد (7 تيار+3 الرئيس)، حصة الحريري والقوات 10 مقاعد (6 الحريري+4 القوات) حصة الثنائي الشيعي والاشتراكي والمردة 10 مقاعد (3 لحركة أمل+3 لحزب الله+3 لجنبلاط+1 للمردة)، يتركّز البحث حالياً على طبيعة الوزارات التي سينالها كل فريق". وأضافت: "المفاوضات مستمرة مع القوات اللبنانية. فصحيح أن عرضاً رئاسياً طرح على بساط البحث في الأيام الماضية، قضى بإعطائها نيابة رئاسة الحكومة، التي كانت معراب تطالب بها، لكن هذا الاقتراح رأته الأخيرة غير منصف لها ولحجمها، إذ ينص على إعطائها وزير دولة وحقيبتي الشؤون الاجتماعية والتربية"، مشيرة إلى أن "الاتصالات تبحث اليوم في حقائب "القوات وفي الطروحات التي يمكن أن تكون مقبولة لديها ومنها مثلاً إمكانية إعطائها وزارة دسمة".

وكشفت المصادر أن "حقيبة تيار المردة مدار نقاش. ففيما الأخيرة تتمسك بوزارة الأشغال، يحاول التيار الوطني الحر إضافتها إلى حصّته. وعُرضت على بنشعي وزارة الصحة، التي يطالب بها أساساً حزب الله، غير أنها لم تبد حماسة لها... درزياً، يبدو أن حصة الحزب التقدمي الاشتراكي لن تكون حجر عثرة أمام التأليف، وستتم معالجتها بين رئيسه وليد جنبلاط والرئيس نبيه بري، فور الانتهاء من تذليل العقبات كلّها".

من ناحيته، أكد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي، أن "التهديدات الإسرائيلية للبنان جادة ولا ينبغي الاستهانة بها"، وأوضح في مقابلة مع "وكالة الأنباء الألمانية"، أن عقدة تشكيل الحكومة "داخلية بامتياز"، متهماً البعض بالتعامل مع الدولة بمفهوم "الوليمة والبقرة الحلوب".

وشدد الرياشي على أن "الادعاءات" التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وجود قواعد عسكرية وصواريخ في محيط مطار رفيق الحريري الدولي "تخفي تهديداً إسرائيلياً لا ينبغي الاستهانة به".

وحول ما قام به وزير الخارجية جبران باسيل لتفنيد المزاعم الإسرائيلية من اصطحاب سفراء معتمدين وممثلين لوسائل الإعلام للمواقع التي زعم نتنياهو أنها تابعة لحزب الله اللبناني، ويتم فيها تصنيع صواريخ عالية الدقة، قال :"التهديدات تتطلب تحركاً أبعد مما تم".

وقال:"برأيي، الأمر يتطلب قيام الرئيس ميشال عون بدعوة المجلس الأعلى للدفاع لاجتماع طارئ يحضره رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، على أن يتم فيه تأكيد سياسة لبنان المعلنة بالنأي بالنفس عن الصراعات القائمة بالمنطقة ورفض محاولات البعض إقحام لبنان بتلك الصراعات سواء من قريب أو بعيد".

وتابع :"نحن، بحزب القوات، كررنا مراراً رفضنا لانخراط حزب الله بالحرب السورية، وحذرنا مراراً أيضاً من خطورة تبعات ذلك على لبنان، وحزب الله يدرك موقفنا هذا جيداً كما يدرك رفضنا المطلق لوجود أي سلاح خارج عن شرعية الدولة اللبنانية".

ورفض الوزير التعليق على دعوة الرئيس عون لتشكيل حكومة أكثرية، وما إذا كانت قابلة للتطبيق أم مجرد محاولة من الرئيس لدفع الأطراف السياسية إلى التخلي عن خلافاتها والخروج بحكومة وفاق وطني، واكتفى بالتأكيد على أن "الحريري هو المكلف بتشكيل الحكومة ويبذل قصارى جهده للخروج بتشكيلة تراعي التوازنات التي أسفرت عنها الانتخابات الأخيرة ... ونعتقد أنه يرفض تماماً السير بمقترح حكومة الأكثرية".

وتفاعلت خلال اليومين الماضيين في لبنان قضية إلغاء أحد فنادق العاصمة بيروت لخلوة كان سيعقدها فيه الأحد المقبل، لقاء "سيدة الجبل" الذي يرأسه الأمين العام لقوى "14 آذار" سابقاً فارس سعيد، تحت عنوان "رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني اللبناني والدفاع عن الدستور وحماية العيش المشترك".

سعيد، الذي حمّل مسؤولية إلغاء الخلوة لـ "نظام أمني متجدّد حلّ مكان النظام الأمني اللبناني السوري القديم"، أكّد الإصرار على عقد الخلوة في مكان وزمان يحدّدان لاحقاً.

وكان اللقاء أشار، في بيان أمس، إلى أنّ "المعركة اليوم مزدوجة، فمن ناحية هي معركة الاعتراض على ما نراه من وصاية إيرانية على قرار البلد، ومن ناحية ثانية هي معركة الإصرار على الحق في اختيار الهدف السياسي وحرية التعبير عنه".