هل ترى أن السينما التونسية مظلومة؟

Ad

أعيش خارج العاصمة التونسية منذ عام 1985، ما تسبب في ابتعادي عن السينما فلم أتابعها منذ فترة، بل قدمت حلقات تلفزيونية درامية وبرامج، وعملت على خشبة المسرح.

في رأيي، أن السينما التونسية بإمكانها أن تكون أفضل بكثير، خصوصاً أن لدينا عشرات الممثلين الجيدين القادرين على تقديم أعمال لافتة. لكن واقع الإنتاج السينمائي يمرّ بظروف صعبة أثرت سلباً على المواد.

لماذا لم تفكر في العودة إلى العاصمة؟

أشعر بالارتياح في حياتي، والمشكلة أن المشاركة في السينما والدراما التونسية لا ترتبط بالموهبة أو بالقدرة على الأداء بل بالشللية، فكل مخرج يعمل مع الفريق الخاص به، لذا نلاحظ تكرار الوجوه المستمر في الأعمال.

«ولدي»

هل ترى أن دورك في «ولدي» أنصفك بعد غياب؟

أشعر بأن مجهودي في الفيلم لم يذهب هدراً، خصوصاً أنني بذلت طاقة كبيرة خلال التصوير كي يخرج الدور بهذه الطريقة.

هل سيشارك الفيلم في مهرجانات مقبلة؟

يشارك في مهرجان في الصين خلال الشهر المقبل، كذلك ثمة جولة على عدد من المهرجانات.

حدثنا عن كواليس تصوير الفيلم.

كانت كواليس العمل إيجابية، واتسمت الأجواء بالتعاون والمحبة، وأعتقد أن الجمهور لمس هذا الأمر عند مشاهدة الفيلم. أؤكد أن كل عنصر في فريق العمل يحترم زملاءه ويقدرهم، أي أن الاحترام كان متبادلاً بين الجميع.

صحيح أن ثمة مشاهد صعبة أعدنا تصويرها حتى نصل إلى أفضل صورة ممكنة ولكن تجاوزنا هذه المشكلات بسبب حرصنا على تقديم فيلم جيد.

صعوبة وانسجام

ما هي طبيعة هذه المشاهد؟

صورنا غالبية مشاهد الفيلم 30 مرة على الأقل، حتى أننا أعدنا أحدها 57 مرة كي يختار المخرج الأفضل لضمه إلى الشريط النهائي. في كل مرة أعدنا التصوير كنا نسعى إلى تقديم الأفضل إزاء الكاميرا، ما استغرق وقتاً طويلاً.

ماذا عن مشاهدك؟

بالنسبة إلي، كانت الصعوبة في تقمص الشخصية والتعايش معها، وفي التقاط ذهنياً الأداء المطلوب قبل الشروع بالتصوير، بالإضافة إلى أهمية الانسجام مع بقية الممثلين الذين يشاركونني الفيلم.

هل حرصت على تحقيق الانسجام من خلال الجلسات التحضيرية؟

شهدت الجلسات التحضيرية نقاشات عدة مع المخرج والزملاء، وأتذكر أن الفيلم كان مكتوباً في البداية باللغة الفرنسية، لذا أخذنا نبحث في الترجمة عن أفضل الكلمات والجمل الحوارية بين الأبطال لتكون معبرة عما يرغب المؤلف في إيصاله إلى المشاهد. شكَّل ذلك نقاشاً بين مختلف المشاركين في الفيلم وأخرج نتيجة إيجابية، لأن كل شخصية أصبح لها ما يميزها في طريقة الكلام واللغة والحوار وغيرها من تفاصيل.

هل شخصية الأب تشبهك؟

يتضمن سيناريو الفيلم تفاصيل عدة تشبهني على المستوى الشخصي، وأعتقد أن هذا الأمر هو سبب ترشيحي من مساعد المخرج سالم دلدول فالصداقة تجمعنا منذ فترة طويلة وكان قريباً مني، وهو عرّفني إلى المخرج.

اقتراحات

يبوح فنانون بوجهة نظرهم في أمور تتعلّق بالفيلم الذي يصورونه، وقد يتدخلون في النص أو الإخراج لتعديل تفاصيل معينة، يقول محمد دريف في هذا الشأن: «أعرف أن دوري كممثل يجعلني لا أملك الحق في تعديل السيناريو، ولكني كنت حريصاً مثلاً في فيلم «ولدي» على تقديم اقتراحات وتعديلات تضيف إلى العمل من وجهة نظري، وناقشت الأمر مع المؤلف والمخرج وأُخذ بعدد كبير من ملاحظاتي».

يختم: «عموماً، أعتقد أن اقتراحات الممثل بشأن الأداء أو النص ليست أمراً غير طبيعي، وربما يؤخذ بها أو تُهمل، وليس في ذلك أي تعدٍ على عمل المخرج الذي يسعى إلى تطبيق وجهة نظره».