انتفاضة وزارة التربية!
منصب وزير التربية بقدر ما هو صعب وعبء ثقيل من المسؤولية التاريخية، فإنه قد يتحول بسهولة إلى أيقونة تخلد في العقول والوجدان، فوزير التربية من الشخصيات القليلة من بين كبار المسؤولين القادر على ترك بصمة واضحة وذات تأثير مباشر في حياة الناس حاضرهم ومستقبلهم.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الوضع في وزارة التربية بلغ حداً لا يطاق من الترهل والإخفاق لدرجة العجز، وبدأت القيادات العليا تدفع الثمن وترحل تباعاً مما يفتح المجال أمام السيد الوزير لتدشين عهد جديد يجب أن يتحلى بعقلية واعية ومدركة لما يستوجب فعله، وهذه العقلية بدورها تستدعي شخصية خاصة تجمع بين الإخلاص والإبداع والنظافة المادية والمعنوية.هناك العديد من الاستراتيجيات التربوية التي سجلت معجزة علمية مثل النظام الكندي والأميركي والفنلندي والنرويجي، بل تنافسها الإنجازات المبهرة في العديد من الدول الصغيرة مثل سنغافورة وماليزيا وتشيلي، سواءً على صعيد المناهج أو التنشئة التربوية أو توفير بيئة الحوافز والإبداع، ومثل هذه الرؤى متوافرة ولا تحتاج إلى الكثير من العناء.ما نحتاج إليه فعلاً هو المورد البشري المتمثل بالقيادة التربوية المؤتمنة، والقطاع التعليمي حافل بالكفاءات الوطنية التي تخاف الله في عملها، ولا تخشى مثلث الإرهاب الفكري الذي يتشكل من الوساطة والمحسوبية، والطائفية والفئوية، والجشع وخيانة الأمانة.فرصة وزير التربية متاحة وبشكل غير مسبوق لينفض وزارته ويغربلها، ويسندها إلى أهل الثقة ممن يعرفون معنى التربية وقيمة الوطن وحجم المسؤولية، وأن يحصّن نفسه في هذه الفترة من حجم الضغوط الكبيرة والتدخلات المباشرة والتطفل الأرعن على اقتسام كعكة الوزارة، وعندها نقول لا طبنا ولا غدا الشر!