قبل شهر من دخول حزمة العقوبات الأميركية الاقتصادية الأشد على طهران حيز التنفيذ، رأى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن بلاده تمر بفترة حساسة بسبب التهديدات الأميركية والمصاعب الاقتصادية.

وقال خامنئي أمام عشرات الآلاف من أفراد قوات "الباسيج" وقيادات "الحرس الثوري" المجتمعين في استاد بطهران: "وضع الأمة والمنطقة والعالم حساس، خاصة بالنسبة لنا شعب إيران".

Ad

وأضاف: "حساس بمعنى أننا من ناحية لدينا صياح القوى المتعجرفة وساسة الإمبريالية الأميركية. ومن ناحية أخرى لدينا المشكلات الاقتصادية التي تواجهها الأمة، وتضييق العيش على قطاع كبير من الضعفاء في البلاد".

لكن خامنئي أكد أن بلاده لن تنصاع للضغوط الأميركية التي تستهدف وقف صادراتها من النفط بشكل كامل، وقال: "بفضل الله سنهزم العقوبات وهزيمة العقوبات هزيمة لأميركا".

وحذر من "محاولات العدو بث الیأس بین الشعب الایراني لارغامه على الاستسلام امام امیركا"، مشدداً على أن "كل من یتصور أن الحل یكمن فی التقرب من أمیركا خائن".

ونعت الشخصيات التي تدعو للحوار بأنهم "عملاء وليسوا رجال دولة"، قائلاً إن "من يروّج في الداخل الإيراني للتفاوض مع الأعداء هم الخونة".

ورأى خامنئي أن "أميركا تريد تركيع الشعب الإيراني ليستسلم لها، لكن ذلك لن يحصل، ومن لا يعي عدائية أميركا تجاهنا فهو ليس رجل هذه المرحلة".

في موازاة ذلك، أكد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أن إيران ستهزم الهيمنة الأميركية في الحرب الاقتصادية.

وقال كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى رحيم صفوي، أمس الأول، إن بلاده الأكثر قدرة عسكرية في المنطقة.

وأفادت وكالة "تسنيم" بأن اللواء صفوي اعتبر إيران الأكثر قدرة عسكرية في المنطقة وهذا أدى إلى ألا يتجرأ الأميركان والصهاينة وبعض الدول من الهجوم عليها.

وأشار كبير مستشاري القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية إلى "محاولات واشنطن لزعزعة الأوضاع الداخلية في إيران"، قائلا إن الأميركيين يحاولون ضرب الأمن الداخلي الإيراني بواسطة توحيد كل الجماعات الإرهابية المعادية للثورة وعبر تمويل بعض الدول العربية لخلق فوضى في البلاد.

وبحسب قائمة موقع "Global Firepower"، المتخصص في رصد قوة الجيوش حول العالم، فإن أقوى 5 دول في المنطقة هي تركيا في المرتبة الأولى، والثانية مصر، والثالثة إيران، والرابعة إسرائيل، والخامسة السعودية.

طهران و«الناتو»

في غضون ذلك، اعتبر المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة بهرام قاسمي أنه ینبغی على أمین عام حلف شمال الأطلسي "الناتو" أن یشعر بالقلق قبل أي شیء آخر من سیاسات أمیركا الخطیرة وأحادیة الجانب وعدم التزامها بتعهداتها الدولیة، مؤكداً أن البرنامج الصاروخي الإیراني "ردعي ودفاعي الطابع".

جاء ذلك في تصریح أدلى به رداً على انتقاد أمین عام حلف "الناتو" قبيل انعقاد اجتماع وزراء الدفاع للحلف البرنامج الصاروخي البالستي لطهران.

برلين وواشنطن

وفي وقت تشهد العلاقات الأوروبية - الإيرانية توترا بعد اتهام باريس لطهران بالتخطيط لتنفيذ اعتداء استهدف معارضين إيرانيين على اراضيه، أبلغت ألمانيا الولايات المتحدة بأنها تشاركها أهدافها بشأن إيران رغم مساعي الأوروبيين لانقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

والتقى وزير الخارجية الالماني هايكو ماس في واشنطن نظيره الأميركي مايك بومبيو الذي أعرب عن غضبه بشأن خطط الأوروبيين إبقاء العلاقات التجارية مع إيران.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أمس الأول، إن إيران هددت لعقود منطقة الشرق الأوسط بصواريخها البالستية وأسلحتها النووية، مؤكداً أن التقارير تشير إلى أن طهران تعزز أنشطتها النووية.

واعتبر بولتون أن "إيران نظام مارق كانت تهدد الشرق الأوسط ليس فقط بأسلحتها النووية وصواريخها البالستية وإنما بتصرفها لعقود وكأنها البنك المركزي للإرهاب الدولي، كما أن تصرفاتها العسكرية العدائية في المنطقة تهدد الأمن والسلم الدوليين، لذا لا أتعامل مع ما يقولون بأي جدية".

سجن ناشط

في سياق منفصل، أصدرت "محكمة الثورة" الإيرانية حكماً بسجن الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي حميد رضا أميني 8 أعوام، على خلفية اتهامه بـ "الدعاية ضد النظام"، و"إهانة المرشد".

كما أصدر القاضي صلواتي في الفرع 15 من محكمة الثورة في العاصمة طهران، حكما آخر ضد أميني، الذي كان يدير قناة في "التلغرام"، بالسجن ثلاثة أعوام بتهمة "إهانة المقدسات".

وكانت القوات الأمنية الإيرانية اعتقلت أميني في الثامن من ديسمبر الماضي، واقتادته إلى سجن إيفين لإجراء التحقيق معه.