ميركل: التهديد الإيراني لإسرائيل يتزايد
رئيس «حماس» بغزة: الحرب ليست في مصلحتنا
أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن التهديد الإيراني لإسرائيل تزايد بشكل واضح، مشيرة إلى أن القوات الإيرانية تقف خلف مرتفعات الجولان مباشرة، في إطار الحرب الأهلية بسورية، مؤكدة من ناحية أخرى "المسؤولية الدائمة" لبلادها في محاربة معاداة السامية.وخلال لقائها، أمس، مع طلاب في القدس، قالت ميركل إنها تتفق تماما مع الحكومة الإسرائيلية في ضرورة الحيلولة دون تسليح نووي لإيران، لكنها أشارت إلى أنها لا تتفق مع إسرائيل في السبيل نحو تحقيق ذلك، معتبرة أن الاختلاف يتمثل بأن أحد الأطراف يرغب في حل الاتفاق والتفاوض بشكل أكثر حدة، فيما يرى الجانب الآخر إمكانية تحقيق وقف مؤقت للتسلح النووي، لكنها أشارت إلى أن السؤال عما ستقوم به إيران بعد انتهاء الاتفاق، يطرح نفسه أيضا في هذا السياق.من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن ألمانيا هي إحدى الدول الاقتصادية الرائدة، لافتا إلى أن إمكانات التعاون ممتازة.
وأضاف خلال استقباله ميركل، التي وصلت برفقة عدد من وزراء حكومتها، أمس الأول، إلى تل أبيب وغادرتها أمس، أن "ألمانيا وإسرائيل دخلتا مرحلة جديدة في علاقتهما، ومعاً يمكن أن يكون الأمر أفضل".وأكد مكتب نتنياهو في بيان: "تركزت الاستشارات بين الحكومتين على التعاون في مجالات الأمن والعلوم والاقتصاد وحماية الفضاء الإلكتروني والثقافة، وغيرها من المجالات، وتم إبرام مذكرات تفاهم بين وزارة المساواة الاجتماعية والمفوضية الألمانية للشؤون الثقافية والإعلامية تهدف إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية- الألمانية".وفي ختام زيارة قامت بها إلى نصب ياد فاشيم (المحرقة) في القدس، كتبت ميركل في كتاب الشرف: "قبل 80 عاما تقريبا، في ليلة مذبحة 9 نوفمبر، واجه اليهود في ألمانيا كراهية وعنف غير مسبوقين"، في إشارة إلى مذابح ضد اليهود وقعت فيما يعرف بـ"ليلة البلور"في 9 نوفمبر 1938. وتابعت: "لكن من هنا تأتي مسؤولية ألمانيا الدائمة في استذكار هذه الجريمة، ومحاربة معاداة السامية وكره الأجانب والكراهية والعنف".وبعد منحها الدكتوراه الفخرية من جامعة حيفا الإسرائيلية، اعتبرت المستشارة هذه الخطوة "دليل ثقة"، وقالت إنها تحصل على هذا التكريم بالإنابة عن بلادها. كما رأت أن هذا التكريم "معجزة"، واعتبرت الصداقة التي أقامتها ألمانيا مع إسرائيل "هدية لا تقدر بثمن".وبررت الجامعة قرار منح ميركل الدكتوراه الفخرية بالأسلوب القيادي للمستشارة "والذي يعتمد على مبادئ المساواة والحرية وحقوق الإنسان". على صعيد آخر، ومع دخول الاحتجاجات الحدودية شهرها السابع، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أمس، أنه "تقرر تعزيز القوات بشكل واسع في الأيام المقبلة بمنطقة القيادة الجنوبية، والاستمرار في العمل بعزم لإحباط عمليات الإرهاب، ومنع التسلل إلى إسرائيل في منطقة السياج الأمني بقطاع غزة". وحذر من أن الجيش "جاهز لمختلف السيناريوهات، ويحمِّل منظمة حماس الإرهابية المسؤولية عن كل ما يحدث في قطاع غزة ومنه".في المقابل، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، أمس، ما وصفته بأنه "رسالة" يسعى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار لإيصالها إلى الإسرائيليين.وفي مقابلة "نادرة" معها ومع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، من المقرر أن تُنشر كاملة اليوم، في الصحيفتين، قال السنوار: "هناك فرصة حقيقية للتغيير. الحرب ليست في مصلحتنا، لكن في ظل الوضع الراهن، فإن الانفجار أمر لا يمكن تجنبه".وأضاف: "أي حرب جديدة لن تكون في مصلحة أحد. بالتأكيد ليس في مصلحتنا. من الذي يريد أن يواجه قوة نووية عظمى بأربعة مقاليع؟ الحرب لا تحقق شيئا".واستدرك: "لا أقول إنني لن أحارب بعد الآن، لكنني لا أريد المزيد من الحروب. ما أريده هو إنهاء الحصار. التزامي الأول هو العمل من أجل مصلحة شعبي، لحمايته والدفاع عن حقه في الحرية والاستقلال".وقالت ميركل إن ألمانيا ستحاول إقناع الفلسطينيين بالتفاوض مع إسرائيل، وسنسعى للتواصل مع الرئيس محمود عباس لبحث الوضع في غزة.وحث الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الاتحاد الأوروبي على الانضمام للولايات المتحدة في فرض عقوبات على إيران، وطالب ألمانيا بدعم مطالب إسرائيل بشأن البرنامج النووي الإيراني.وقال خلال لقائه ميركل: "لا يمكننا إلا رفض القرار الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي للالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران. بالنسبة لنا، حان الوقت للانضمام إلى العقوبات الفعالة على إيران، لا الالتفاف عليها".وأضاف: "يتعين تجويع الوحش الإيراني، لا إطعامه. هذا هو السبيل الوحيد للمحافظة على الاستقرار العالمي. أطالب ألمانيا بالوقوف إلى جانبنا في المطالبة بالإشراف على البرنامج النووي الإيراني وعدم السماح لإيران بالتهرب من التزاماتها".