استكمالاً لما بدأناه في المقال السابق، من حديث حول حادثة مقتل سيف بن سيف عام 1913، نعرض للقراء وثيقة أخرى تشرح بالتفصيل ما حدث في تلك الليلة، طبقاً للمعلومات التي كتبها الوكيل السياسي البريطاني في الكويت. الوثيقة، التي تتكوَّن من ثلاث ورقات، تاريخها 29 يوليو 1913، أي بعد وقوع الحادثة بسبعة أيام، وإليكم مقتطفات منها بعد الترجمة:
* "خلال الليل بتاريخ 22 يوليو، كان البَلَم في وسط البحر تقريباً، شرق قصر اصْبيح، وفي طريق العودة للكويت استيقظ يوسف بن حسين من نومه، بسبب صوت طلقة نارية، ووجد ابن عمه سيف بن سيف مصاباً، فاشتبك من فوره مع المعتدي، وهو أحد الصوماليين من طاقم السفينة. وشارك بقية أفراد الطاقم في الهجوم على يوسف وابن عمه، وبسبب العراك وجد الطواشان نفسيهما في وسط البحر على خشبة طافحة".* "عندما كان يوسف يساند ابن عمه المصاب وهما في البحر، سمع صرخات الطباخ البغدادي في البلم، وهو يعتقد أنه من المحتمل أنه قتل (بأيدي الصوماليين)".* "وعلى الفور، غيَّرت السفينة من اتجاهها إلى الشرق، واختفت عن الأنظار، متجهة على وجه الاحتمال إلى عمان، أو شاطئ للقراصنة". * "وبعد طلوع النهار، التقطت سفينة غوص عابرة (في رواية سيف مرزوق بوم قطّاع، وليس سفينة غوص) الطواشَيْن من البحر ونقلتهما إلى (مدينة) الجبيل، التي توفي فيها الرجل المصاب، بسبب جراحه".وتوضح الوثيقة أن يوسف عاد إلى الكويت بعد تاريخ 28 يوليو في سفينة أحد أقاربه، وعلى الفور التقى الشيخ مبارك الصباح، وشرح له ما حصل، فقام الشيخ مبارك بعد سماع تقرير يوسف واتجه إلى مكتب الوكالة السياسية البريطانية في الكويت، طالباً مساعدتهم في القبض على المجرمين ومعاقبتهم. تقول الوثيقة إن الشيخ مبارك كان "تواقاً" لتقديم أي مساعدة لتعقب المجرمين، ومنعهم من ركوب باخرة للهروب إلى أرض الصومال، لذلك عرض على الوكيل السياسي إحدى سفنه لتكون تحت تصرف الوكالة في البحث عن الصوماليين. كما أكدت الوثيقة أن الوكيل السياسي كتب ورقة ووقعها وأعطاها للنوخذة عيسى القطامي، وهي ورقة مهمة كان لها أثر كبير في منع هروب المجرمين، وسنشرح محتواها في المقال المقبل إن شاء الله تعالى.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : سفينة نقلت سيف ويوسف في الصباح إلى الجبيل والشيخ مبارك يطلب من الإنكليز المساعدة
05-10-2018