الحديث عن سيارة رياضية وصالون فاخرة في آنٍ معاً هو بلاشك الحديث عن "باناميرا"، لا سيما بعد تطويرها، أخيراً، لتخرج بحلة مختلفة لسائقي السيارات الرياضية الذين يرغبون في طراز رباعي المقاعد والأبواب، ولسائقي سيارات الصالون الذين يعشقون خصائص القيادة الرياضية.

ويرتقي الجيل الثاني من "باناميرا"، بعد إعادة بورشه صياغة الـ "غران توريزمو" بشكل جذري بناءً على ذلك، ليصبح رمزاً رائداً في الأداء الرياضي ضمن فئة السيارات الفاخرة، لتحسن بورشه مفهوم "باناميرا" بانتظام، عبر إعادة تطوير وتصميم هذه السيارة رباعية الأبواب، وصولاً حتى أدقّ تفاصيلها، لبلوغ هذه المكانة المتألقة، لتعيد بورشه تصميم المحركات وعلبة التروس لتنقيح هيكل السيارة حتى درجة الكمال، كما أعيد تطوير مفهوم التحكّم وشاشات العرض في السيارة بالكامل، كي يتلاءم مع التوجّهات المستقبلية مع تحكّم متعدّد اللّمس، بالإضافة إلى ذلك، لتعزّز "باناميرا" مجدداً التقارب بين السيارات الرياضية الطموحة والسيارات المريحة المخصّصة للرحلات، بفضل تقنيات بارزة مثل توجيه للمحور الخلفي ومقاومة كهروميكانيكية لانحناء السيارة جانبياً وتعليق هوائي ثلاثي الحجرات.

Ad

ويبرز المفهوم الفريد لبورشه "غران توريزمو" من الناحية المرئية بتصميم مُعبِّر جديد، إنها "باناميرا" بوضوح وسيارة رياضية بالتأكيد في الوقت عيْنه، ذات أبعاد ديناميّة طويلة وأكتاف بارزة وجوانب رياضية، بالتناغم مع خط سقف ديناميكي جدا أدنى بمقدار 20 ملم في القسم الخلفي. هذا التصميم للجزء الخلفي من السقف، المعهود في سيارات بورشه، يربط "باناميرا" مرئياً بطراز بورشه 911 الأسطوري.

الجيل الثاني

وأعادت بورشه تصميم محركات الجيل الثاني من "باناميرا" كافة، بحيث باتت أقوى، على الرغم من انخفاض استهلاكها للوقود وانبعاثاتها بشكل كبير، لتطلّ "باناميرا" بثلاثة محركات جديدة ذات حقن مباشر للوقود وشاحنيْ توربو، وذلك في كلّ من "باناميرا توربو" و"باناميرا 4 إس" و"باناميرا 4إس ديزل"، ليسطع نجم بورشه بمزايا تتخطّى مجرّد قوتها، تشمل أيضاً فعاليتها التي تكتسب أهمية مماثلة، للارتقاء بفعاليتها إلى مستوى أفضل من الجيل السابق.

وجميع هذه الطرازات، ومن ضمنها طراز الديزل للمرة الأولى، تتوفّر بنظام دفع رباعي دائم متغيّر بالكامل ("نظام بورشه للتحكم بالدفع" PTM) وعلبة تروس بورشه PDK جديدة بقابضيْن من ثماني سرعات. وبينما يولد محرك البنزين المُكوّن من ثماني أسطوانات على شكل "V" سعة 4 ليترات 550 حصاناً (404 كيلوواط) في "باناميرا توربو"، تبلغ قوة محرك البنزين V6 سعة 2.9 ليتر 440 حصاناً (324 كيلوواط) في "باناميرا 4إس". أما بالنسبة إلى "باناميرا 4إس ديزل"، فيولد محركها الديزل V8 سعة 4 ليترات دفعاً قوياً مع 422 حصاناً (310 كيلوواط) وعزم دوران أقصى يبلغ 850 نيوتن-متر.

ملائمة للحلبات

وانسجاماً مع المفهوم العام لباناميرا الجديدة، التي سجّلت مؤخراً لفة قياسية (7 دقائق و38 ثانية) لسيارة رباعية الأبواب على حلبة "نوردشلايفه" الأسطورية في "نوربورغرينغ"، يجمع هيكل السيارة أيضاً بين راحة طراز صالون فاخر وقدرات سيارة رياضية أصيلة. وقد وفَّقت بورشه بين تلك المزايا، عبر اعتماد مفهوم تعليق ذي إعداد مثالي مع أنظمة إلكتروميكانيكية مُبدعة، تشمل مثلاً تعليقاً هوائياً متكيّفاً بتكنولوجيا الحجرات الثلاث الجديدة، مع "نظام بورشه للتحكم النشط بالتعليق" PASM الذي يتحكم بالمخمّدات إلكترونياً، و"نظام بورشه الرياضي للتحكم الديناميكي بالهيكل" PDCC Sport المطوّر، الذي يتضمّن "نظام بورشه لتوجيه عزم الدوران بلاس" PTV Plus، هذا بالإضافة إلى نظام مقود كهروميكانيكي جديد.

على صعيد مشابه، يقوم "نظام 4دي للتحكم بالهيكل" 4D Chassis Control المندمج بتحليل ظروف القيادة الحالية مباشرة، متيحاً استخدام الأنظمة كافة بأسلوب مثالي ومتناسق لتعزيز أداء "باناميرا" الجديدة على الطريق. كما أغدقت بورشه على فئة سيارات الـ "غران توريزمو" طبيعة قيادة ودقة مقود غير معهودة سوى في السيارات الرياضية، وذلك من خلال تزويد "باناميرا" بنظام توجيه للمحور الخلفي جديد مستمدّ من طرازيْ "918 سبايدر" و"911 توربو". بالإضافة إلى ذلك، عزّز المهندسون قوة المكابح كي تتلاءم مع أداء السيارة الأفضل.

الراحة والسلامة والتواصل

إنّ الانتشار المضطرد للتقنيات الرقمية في السيارات يغيّر وضع قطاع النقل بشكل أشمل وأسرع من أيّ وقت مضى. في هذا السياق، تتيح مفاهيم تحكم وشاشات جديدة وأنظمة مساندة أكثر ذكاءً، بالإضافة إلى اعتماد إلكترونيات أسرع وأقوى على الدوام في السيارات، بلوغ مستويات جديدة من الراحة والعملية والأمان والتواصل مع العالم الخارجي. الجيل الثاني من "باناميرا" يعكس ذلك التوجّه، نظراً لاحتوائه على أكبر كمّ من التكنولوجيا الرقمية وتقنيات الترابط بين طرازات بورشه كافة، وبفارق كبير. لكن الإلكترونيات لم تنتقص من تجربة القيادة، لأنّ بورشه استفادت من التقنيات الرقمية الحالية لدمج أقصى مقدار من العملية بسلاسة، مع أفضل معايير القيادة الدينامية والتشغيل البديهي.

تحكم وتواصل سهل

أعادت بورشه تطوير مفهوم مقصورتها المألوف في "باناميرا" الجديدة، كي يتلاءم مع التوجّهات المستقبلية؛ فالأسطح السوداء والشاشات التفاعلية تجمع بين مفهوم واجهة المُستخدم البديهي والواضح مرئياً المعهود في الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية من جهة، والمتطلّبات العملية للتحكم بالسيارة من جهة أخرى. في هذا السياق، انخفض عدد مفاتيح التشغيل الصلبة الكلاسيكية والمؤشرات التقليدية بشكل كبير، واستعيض عنها بأسطح مُستشعرة للّمس وشاشات قابلة للتعديل فردياً، تمثل العناصر الرئيسية في "مقصورة قيادة بورشه المتطورة" Porsche Advanced Cockpit الجديدة، ما يوفر فوائد جمّة للسائق والركاب في المقدمة والمؤخرة.

أنظمة المساندة

زوّدت بورشه الجيل الثاني من "باناميرا" بالعديد من أنظمة المساندة القياسية والاختيارية، التي تجعل من مهمة القيادة أكثر عملية وأماناً. أبرز نظام جديد هو "مساند الرؤية الليلية" Night Vision Assist الذي يستخدم كاميرا حرارية لاستشعار الأشخاص والحيوانات الكبيرة، ومن ثمّ يعرض مؤشّر تحذير ملوّناً في مقصورة القيادة. وفي حال كانت السيارة مزوّدة بمصباحيْ "خلايا الدايود" LED Matrix الأماميّيْن الاختياريين الجديديْن مع 84 نقطة صورية، تتمّ أيضاً إضاءة الأشخاص الموجودين خارج النطاق المرئي لإضاءة المصباحيْن المنخفضة لفترة وجيزة، في حال كانوا ضمن مسار القيادة المُحتسب، ما يتيح للسائق الاستجابة بشكل أسرع. ولمن يرغب في النظر مسافة أبعد عبر الطريق، ثمّة نظام "بورشه إنودرايف" الجديد الذي يتضمن تحكماً متكيّفاً بالسرعة. وهو يعتمد على بيانات ملاحة دقيقة ثلاثية الأبعاد لاحتساب واعتماد التسارع والتباطؤ الأمثليْن، بالإضافة إلى مراحل التطواف واختيار التروس، وذلك لمسافة ثلاثة كيلومترات التالية. للقيام بذلك، يأخذ مساند السائق الإلكتروني هذا بعين الاعتبار، وبشكل أوتوماتيكي، كلاً من المنعطفات والمنحدرات و"السرعات القصوى المسموح بها". ويتمّ استشعار السيارات الأخرى و"السرعات القصوى المسموح بها" حالياً "المرئية" بواسطة الرادار ومجسَّات الفيديو، لاعتمادها في خوارزميّات التحكم.

تجربة الجريدة. هادئة في سرعتها... قوية في ثباتها

لعل الحديث عن تجربة قيادة باناميرا في جيلها الجديد كفيل بسرد كم الجمال في تفاصيلها، التي تصل للعيون قبل التمعن بتصميمها الخارجي وداخليتها المليئة بالتقنيات الحديثة.

خرجت "الجريدة" الأسبوع الماضي في باناميرا الجديدة، بدعوة خاصة من مركز بورشه الكويت، شركة بهبهاني للسيارات، الوكير الحصري لها في الكويت، وقد أثبتت وبكل جدارة أنها هادئة رغم سرعتها الرهيبة وقوية في الوقت ذاته في ثباتها وأدائها.

وتمثلت التجربة في الخروج بها خلال اجازة نهاية الاسبوع، للتلذذ بالتفاصيل غير المسبوقة من بورشه، وخاصة في داخليتها التي امتلأت بأزرار اللمس مكسوة بجمال الاخشاب وأفخر انواع الجلود المطرزة بتصميم رياضي جميل.

أما الجهة الخلفية لقائدي المركبة فهي بستان آخر، يصعب شرحه في كلمات تصف كم "الدلع" الذي يستحق كل من يجلس في الجهة الخلفية، من تحكم كامل لنظام الملاحة يمكن من خلال توجيه الرحلة من الخلف إلى قائد المركبة بكل سهولة، علاوة على التحكم الكامل بالتكييف ونظام تشغيل الموسيقى.

ويقف الكلام في وصف التكييف في بورشه باناميرا، رغم ارتفاع حرارة الطقس في الكويت، إذ أثبتت انها لا تعرف الاستسلام رغم بلوغ الحرارة سقف الـ46 درجة، خلال تجربتها، لأنها مزودة بنظام تكييف قوي يتناسب جداً مع طقس الكويت الحار.