معركة بين ديمقراطي أسود وجمهوري أبيض لاختيار حاكم فلوريدا

انتخابات الولاية تعكس الانقسامات في المشهد السياسي الأميركي

نشر في 07-10-2018
آخر تحديث 07-10-2018 | 00:00
تدور معركة حادة بين ديمقراطي أسود، يحظى بشعبية كبيرة، وجمهوري أبيض، معادٍ للهجرة، لمنصب حاكم ولاية فلوريدا بانتخابات منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر، لتعكس الانقسامات العميقة في المشهد السياسي الأميركي.

ومرشح الحزب الديمقراطي هو رئيس بلدية تالاهاسي عاصمة فلوريدا، أندرو غيلوم (39 عاما)، الذي يثير الحماسة، ولا يتردد أنصاره في تشبيهه بالرئيس السابق باراك أوباما، وهو يأمل أن يصبح أول حاكم أسود في تاريخ هذه الولاية الواقعة جنوب شرقي الولايات المتحدة.

ويواجه غيلوم من الجانب الجمهوري رون ديسانتيس (40 عاما)، النائب السابق الذي يعتمد خطابا شعبويا، على غرار الرئيس دونالد ترامب، ويعد بالحد من الإجهاض وخفض الضرائب وتشديد سياسة الهجرة وإزالة الرقابة على حيازة الأسلحة الفردية.

غير أن لكل من المرشحين نقطة سوداء في سجله.

فغيلوم يواجه تحقيقا يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) حول شبهات بالفساد في تالاهاسي، في حين أثار ديسانتيس جدلا، لاستخدامه كلمة "قرد" لدى تحذيره الناخبين في الولاية من التصويت لخصمه الأسود، ما عرَّضه لاتهامات بالعنصرية.

وكل من المرشحين يعتمد نهجا سياسيا عند أطراف حزبه، وهما أبعد ما يكون الواحد عن الآخر في السياسة.

ومع اشتداد المنافسة وتقلص الفارق بينهما في استطلاعات الرأي، فإن نتيجة هذه الانتخابات قد تعطي بعض المؤشرات إلى فرص ترشيح ديمقراطي من أقصى اليسار في الانتخابات الرئاسية عام 2020.

وقال غيلوم، الأسبوع الماضي، متحدثا إلى مجموعة المثليين والمتحولين جنسيا في ميامي: "أمامنا فرصة لتوجيه رسالة، أعتقد أن أصداءها ستتردد عبر الولايات الخمسين، وفي أرجاء الأمة والعالم، بأن الوضع ليس ميؤوسا منه، وأنه لا يزال هناك أمل".

ويلقى برنامجه القائم على زيادة الميزانية للبيئة والتعليم والصحة، أصداء إيجابية لدى الشبان، بل خارج هذه الشريحة أيضا.

وفيما يحتاج غيلوم من أجل الفوز إلى تعبئة واسعة بين الناخبين الشباب والسود، فإن خصمه يحاول توسيع قاعدته نحو الوسط.

وفي آخر إعلان تلفزيوني بثه بالإسبانية، حذر ديسانتيس الناخبين من "الأفكار الاشتراكية" التي يعبِّر عنها خصمه، والتي تُدرج في خط اليسار المتطرف.

ويعرض الإعلان صورا لمساكن مترهلة في هافانا بكوبا، فيما يقول صوت: "لم تكن أي من هذه الأفكار ناجعة. برنامج غيلوم سيؤدي إلى النتيجة ذاتها: البؤس".

ويقيم في فلوريدا نحو خمسين ألف مواطن من بورتوريكو انتقلوا إلى البر الأميركي بعد الإعصار "ماريا" المدمر الذي أوقع نحو ثلاثة آلاف قتيل في جزيرتهم عام 2017، ومن المتوقع أن يصوتوا ضد الجمهوريين، انتقاما لإدارة السلطات الأميركية الفاشلة للوضع بعد الكارثة.

back to top