تثبيت كافانو يصعّد المنافسة في «النصفية»
ألقى تثبيت القاضي بريت كافانو عضواً في المحكمة العليا الأميركية بظلال كثيفة على صورة أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، للمرة الأولى في تاريخها، إذ لم يسبق أن تعرض تعيين أي من أعضاء المحكمة لهذا النوع من الجدل والتشكيك، كما لم يسبق أن تم تثبيت أي قاضٍ بأصوات قليلة، في وظيفة من شأنها أن تحكم في شؤون البلاد.لكن ما جرى يعكس حجم الانقسام والتوتر السياسي الذي تشهده الولايات المتحدة قبل اقتراب موعد الانتخابات النصفية، التي ستقرر مصير عهد الرئيس دونالد ترامب خلال السنتين المقبلتين.
مسارعة ترامب إلى استثمار انتصاره السياسي في معركة تثبيت كافانو ترافقت مع تكتل "جمهوري" قل نظيره، رغم أن قضية الاعتداء الجنسي، التي اتهم بها كافانو، كانت من المحرمات التي لا يقبل بها الحزب الجمهوري.غير أن نجاح ترامب في الهيمنة على قرار الحزب فرض على الجمهوريين التكتل خلفه، في ظل استقوائه بقاعدته الشعبية الأكثر ولاءً.ويرى الكثير من المراقبين أن معركة تثبيت كافانو ستزيد حجم التوتر والانقسام، وتدفع بالمنافسة الحزبية مع الديمقراطيين إلى مستويات أكبر، بينما تميل استطلاعات الرأي إلى ترجيح كفتهم في مجلس النواب، واحتمال احتفاظ الجمهوريين بأغلبيتهم الضئيلة في مجلس الشيوخ.