أشاد رئيس الوزراء العراقي المكلف عادل عبدالمهدي بدور الكويت في دعم العراق، لاسيما في تنظيم مؤتمر إعادة الإعمار والمساعدات العاجلة التي أرسلت إلى محافظة البصرة أخيراً.

جاءت تصريحات عبدالمهدي خلال استقباله، أمس الأول، السفير الكويتي لدى العراق سالم الزمانان في بغداد.

Ad

وقال السفير الزمانان، في تصريح لـ«كونا»، أمس، إن «اللقاء تمحور حول بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، بما يخدم مصلحة الشعبين».

وأضاف أن الطرفين «أكدا ضرورة وقوف دول المنطقة والعالم مع العراق في مرحلة إعادة الإعمار».

ويواصل عبدالمهدي مشاورات صعبة مع الكتل السياسية والفعاليات العراقية لتشكيل حكومة جديدة، بينما يواجه العراق تحديات عدة في مجال إدارة الدولة، بعدما خرج العراقيون في تظاهرات غاضبة على الأوضاع المعيشية المتردية، كادت تنزلق بالبلاد الى حدود حرب أهلية.

وفي وقت تتزايد المخاطر مع تصاعد التوتر الأميركي- الإيراني، خصوصاً أن العراق يعتبر نقطة اشتباك باردة بين واشنطن وطهران، يحاول عبدالمهدي تشكيل حكومة متوازنة خارجياً تجنب بغداد تبعات الانحياز الى أحد المحورين، فيما يعمل داخلياً على الاتيان بفريق قادر على تحسين عملية إدارة الدولة والمضي في الإصلاحات التي تستبدل نظام المحاصصة الحزبية والطائفية الذي يعتبر بوابة كبرى للفساد ويحرم البلاد الاستفادة من مواردها الغنية.

لقاءات سياسية

وأمس الأول التقى عبدالمهدي قيادات سياسية عراقية بحث معها تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال مكتب رئيس الوزراء المكلف انه «استقبل، كلا على انفراد، رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، والقيادي في تحالف القرار أسامة النجيفي، ورئيس حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ورئيس مجلس النواب السابق سليم الجبوري، وأعضاء من حركة عطاء، ورئيس ائتلاف بيارق الخير خالد العبيدي، والقيادي في تيار الحكمة وزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان».

وأوضح المكتب أنه «تم بحث الأوضاع السياسية، وتشكيل الحكومة المقبلة، وتأكيد محتوى البرنامج الحكومي وأولويات الحكومة في الإعمار، ودعم الاستقرار الأمني، وتوفير الخدمات وفرص العمل، وتعزيز العلاقات الخارجية».

لا ضغوط

في سياق متصل، ووسط حديث عن نية عبدالمهدي اختيار وزراء لا ينتمون إلى مجلس النواب، أكد رئيس ​مجلس النواب العراقي​، ​محمد الحلبوسي​ عقب لقائه الرئيس العراقي برهم صالح، في قصر السلام بالعاصمة بغداد، أمس «دعم البرلمان الكامل لعبدالمهدي في تشكيل حكومته المقبلة»، مشدداً على «ضرورة الإسراع في ​تشكيل الحكومة»، ومؤكداً أنه «لا توجد أي ضغوط ولا إملاءات تمارس على رئيس الوزراء المكلف».

وأمام عبدالمهدي، مهلة 30 يوما من تاريخ تكليفه بتقديم حكومته للبرلمان لمنحها الثقة.

العلاقات الإقليمية

من ناحية أخرى، كشف الحلبوسي، أنه سيبحث مع نظيريه التركي والإيراني ملف حصة العراق من المياه خلال زيارته التي بدأها أمس الى تركيا، لحضور اجتماع برلمانات الدول الأوروبية والآسيوية (أوراسيا).

وقال بعد لقائه صالح: «تحدثنا عن مستقبل العلاقات مع دول الجوار والمحيط الإقليمي، وأكدنا ضرورة الانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي، وأن يكون العامل الاقتصادي أحد محاور العلاقات والتفاهم مع الجميع».

الصدر

وأمس جدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، مطالبته بحكومة تكنوقراط غير حزبية. وقال في تغريدة: «في ما مضى من الأيام كان للاحزاب حصصهم من المناصب بل من أموال العراق الكثير الكثير، سواء بطريقة مشروعة أم لا، ودام ذلك 15 عاما»، متسائلا «الا يكفي ذلك؟».

وأضاف: «أما آن الأوان ان يأخذ الشعب استحقاقه عبر المستقلين التكنوقراط، وأما آن الأوان لنحاسب من سرق اموال العراق ونعلي من شأن الصالح النزيه، أما آن الأوان لتصل حقوق المواطن بيده دون ان تتحكم فيها الأحزاب، أما آن الأوان أن يقوم المواطن بواجباته ازاء وطنه على اكمل وجه، ويترك المصالح الحزبية والفئوية والطائفية والعرقية والمناطقية والعشائرية والعائلية والشخصية، أما آن الأوان أن يعلو الوطن والمواطن فوق كل انتماء؟».

جولة ماكغورك

وواصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي بريت ماكغورك جولته على القيادات السياسية العراقية. وغداة لقائه مسؤولين أكرادا بينهم زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، التقى ماكغورك أمس رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. وقال المالكي في بيان إنه أكد خلال اللقاء «ضرورة دعم الحكومة القادمة لتكون قادرة على تلبية مطالب العراقيين في تنمية قطاع الاستثمار وإعمار البلد، وتوفير الخدمات وتعزيز الاستقرار السياسي والأمني».

صالح ومسجدي

واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح خلال لقائه السفير الإيراني ايرج مسجدي، أمس الأول، أن التوتر الحالي في المنطقة «امر غير مقبول»، مؤكداً أنه «يتطلع الى حوار عميق في الأمور الحساسة في المرحلة القادمة».

وبحسب بيان رسمي أشاد صالح بالعلاقات بين العراق وايران، ودور ايران بمساندة العراق في حربه ضد الإرهاب، وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد صالح أنه سيعمل على أن «يكون العراق في المرحلة المقبلة نقطة توافق إقليمي ودولي».

حادث نينوى

إلى ذلك، نفى الحشد الشعبي أمس تقارير عن اعتقاله عناصر من شرطة محافظة نينوى شمال البلاد. وقال الحشد في بيان إن «سوء فهم» حصل بين قوة تابعة له وعناصر من الشرطة في احدى السيطرات «ما دفع المسؤول عن السيطرة الى فتح تحقيق بالأمر».

وأضاف أن «محور عمليات نينوى في الحشد الشعبي ابلغ القيادات المسؤولة بضرورة أن يأخذ القانون مجراه ومعاقبة اي طرف مسيء، سواء كان من الحشد أو القوات الأمنية».