أكد خبير الأرصاد الجوية جمال إبراهيم أن موقع الكويت الجغرافي يساهم بشكل كبير في حمايتها من الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين، فأرضها مسطحة وخالية من الجبال.

وقال إبراهيم، في حوار مع «الجريدة»، إن هيئة الأرصاد الكويتية التي عمل بها سنوات عديدة كانت تمتلك 28 محطة أوتوماتيكية موزعة على أنحاء الكويت، منها محطة المطار الرئيسية، موضحا أن أجهزة الرصد ومحطاته في الدول الخليجية عموما قليلة، قياسا بالولايات المتحدة الاميركية، التي تمتلك مراصد أقل مما تمتلكه الدول الأوروبية.

Ad

ورأى أنه كلما زاد عدد محطات الرصد كانت التنبؤات الجوية أكثر دقة، مطالبا في الوقت ذاته بتطوير العقول قبل الأجهزة، عبر الدورات التدريبية والورش والدراسات العليا، مثل أميركا التي تهتم بعلمائها حتى يصلوا إلى مرحلة الخبرة.

وذكر أن فصل الشتاء في الكويت معتدل، وبرده لا يتعدى أسبوعين، وأمطارنا قليلة، وهذا أمر طبيعي لأننا دولة صحراوية، ولا يوجد تكنولوجيا لمعالجة ذلك، وعملية الاستمطار مكلفة جدا، وتعتمد أساسا على الغيوم التي هي في الأساس منعدمة تماما في بلادنا.

ولفت إلى أن الكويت بحكم موقعها الجغرافي لا تمتلك فعلياً خريفا وربيعا متكاملين، فمناخها صحراوي جاف جدا، مع قلة المطر وشدة الحرارة، ولذلك تجد قلة الزراعة لدينا، ولكن يمكننا التغلب نسبيا على هذا الطقس الحار، كما كنا نفعل في الستينيات... وفيما يلي التفاصيل:

• في البداية، حدثنا عن علم الأرصاد.

-لابد من التفرقة بين ثلاثة علوم قد يختلط على الناس اختصاصاتها، فعلم الأرصاد علم يختص بالغلاف الجوي من السطح الى طبقات الجو العليا وما يحدث فيها من تغيرات، مثل البرد والحر والمطر، أما العلم الثاني فهو علم الجيولوجيا الذي يختص بسطح الارض والطبقات ما تحت باطن الأرض، وهو معني بالزلازل والبراكين، وهناك علم ثالث هو علم الفلك الذي يهتم بحركة الكواكب والمجرات والنجوم.

أما علم الأرصاد الذي نحن بصدد الحديث عنه فليس له علاقة بمعرفة أوقات هلال الشهور العربية كرمضان وشوال، لأن ذلك من اختصاص علم الفلك، ونحن فنختص بأخبار الجو والغلاف الجوي، في حين تعتبر مهمتنا الأساسية هي تجهيز مخطط لرحلات الطيران عن المطبات الهوائية وخط سير تلك الرحلات بشكل مسبق، وعلى ضوء ذلك المخطط يتم حساب كمية وقود الطيارة.

وعموما، نحن نقدم ذلك المخطط كل 12 ساعة تقريبا للطيارات المتجهة شرق الكويت وغربها.

تقديم تنبؤات يومية

• وما مهامكم الأخرى؟

-نحن نقدم بشكل دوري التنبؤات اليومية لكل الوزارات والشركات، فيما يخص الحرارة والرطوبة والرياح والرؤية، لاسيما ان الرؤية تؤثر بشكل كبير على حركة الموانئ.

• هل صحيح ما يقال عن تجاوز درجة حرارة الكويت في العامين الماضيين معدل 50 درجة مئوية؟

- نعم فقد تجاوزت درجة الحرارة عندنا 50 درجة بقليل، ووصلت أحيانا الى 51، وهذا في الظل اما في الشمس المباشرة فقد تصل الى 60 أو 70، وقياس الظل يعني قياس درجة حرارة الهواء، اما قياس غير الظل فهنا تختلف الحرارة حسب الزمان والمكان، فدرجة الحرارة قرب البحر قد تكون وقت الحر 30 بينما تبلغ في البر 40، والعكس يحدث ليلا، وكذلك حسب الملابس، فالملابس البيضاء تعكس الحرارة بخلاف السوداء أو الملونة.

وعموما فإن درجة حرارتنا هنا لم تتجاوز الـ 51.

طقس الهواتف المحمولة

• هل تخضع درجة الحرارة التي يظهرها الهاتف المحمول لمعايير صحيحة؟

-نعم، فهي تخضع لنفس المقاييس التي تحدثنا عنها سابقا.

• هناك تعليمات من مجلس الوزراء بتعطيل الجهات الحكومية حال تجاوز الحرارة المعدلات الطبيعية بكثير، هل هناك تعاون بينكم وبين تلك الجهات في مثل هذه الأمور؟

- أعتقد أن هذا القرار غير موجود، لكن هناك تعليمات للشركات بعدم تشغيل العمالة في الساعات الحارة وقت الظهيرة وخصوصاً عمال البناء.

• كم مرصداً لدى هيئة الأرصاد الكويتية؟ وما طبيعة تلك المراصد، من حيث التطور والحداثة؟

هيئة الأرصاد، ومن خلال عملي سابقاً بها لسنوات طويلة كان لديها 28 محطة أوتوماتيكية موزعة على أنحاء الكويت، من ضمنها محطة المطار الرئيسية، كما أعلم أن الادارة بصدد تغيير شامل لهذه المحطات والأجهزة، غير أن أجهزة الرصد ومحطاته في الدول الخليجية عموما قليلة، قياسا بالدول الأوروبية التي هي أيضا تمتلك مراصد أقل مما تمتلكه دول أميركا، وعموما كلما زاد عدد محطات الرصد كانت التنبؤات الجوية أكثر دقة، أما الوضع لدينا في الكويت فسيكون هناك أجهزة جديدة مستقبلا، لكنني في هذا الصدد أطالب بتطوير العقول قبل الأجهزة، عبر الدورات التدريبية والورش والدراسات العليا، مثل أميركا التي تهتم بعلمائها حتى يصلوا إلى مرحلة الخبرة.

هيئة الأرصاد والغزو

هل كان لهيئة الأرصاد دور في أثناء الغزو وبعده؟

- للأسف، لم يكن لها دور، إذ لم تكن هناك أي دورات تدريب على رفع التقارير، وكانت الأجهزة التي نمتلكها قديمة جدا، ولا تعمل أيضا، أما الآن فلا بأس بها.

• هل تغيرت الكويت من حيث المناخ عما كانت عليه قديما؟

- المناخ لم يتغير كثيرا، غير أن الحرارة زادت بعض الشيء، إذ كنا نقضي الشتاء في شهر 10 أيام الستينيات، أما الحين فنقضيه في شهر 12، وذلك يعود إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤدي إلى تدمير الغلاف الجوي الذي يتكون من سبع طبقات، لكنه ضعيف من حيث السماكة.

• لماذا لا تمتلك الكويت فعلياً خريفا وربيعا متكاملين؟

- بحكم موقع الكويت الجغرافي لا تمتلك فعلياً خريفا وربيعا متكاملين، فمناخها صحراوي جاف جدا، مع قلة المطر وشدة الحرارة، ولذلك تجد قلة الزراعة لدينا، ولكن يمكننا التغلب نسبيا على هذا الطقس الحار، كما كنا نفعل في الستينيات، حين كان شباب الكشافة والجوالة يزرعون شجر الأثل في البر، وهو شجر صحراوي يتحمل درجات الحرارة العالية ويصد الغبار، ومازال موجودا إلى الآن وهو قليل التكلفة، فضلاً عن أنه يعمل على امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون ونشر الأوكسجين في الجو، وهو ما يعمل نسبيا على تخفيف الموجة الحارة.

ثقافتنا والطقس

• ما رأيك في ثقافة المجتمع الكويتي في التعامل مع الطقس، هل تراها إيجابية أم سلبية؟

-بالنسبة إلى النساء فلبس العباءات السوداء يسبب الشعور الزائد بالحرارة، لأنها تمتص الحرارة، أما الرجال فهم يلبسون الملابس البيضاء في الصيف، وهذا مناسب جدا، وفي الشتاء يرتدون الملابس الداكنة، لكن التفصيل واحد وهو ما لا يشعرهم بالدفء في الشتاء، وعموما ثقافتنا في التعامل مع الجو معتدلة، ولكنها غير كاملة.

• ماذا عن الشتاء المقبل؟

- بصفة عامة شتاؤنا معتدل وبرده لا يتعدى أسبوعين وأمطارنا قليلة، وهذا أمر طبيعي لأننا دولة صحراوية ولا يوجد تكنولوجيا لمعالجة ذلك، وعملية الاستمطار مكلفة جدا وتعتمد أساسا على الغيوم، التي هي في الأساس منعدمة تماما عندنا.

كوارث طبيعية

• بحكم سجلات الأرصاد، هل الكويت مقبلة على كوارث طبيعية؟

- إن شاء الله، لن يحدث ذلك في الكويت، فهي محفوظة بعدة عوامل، فأرضها مسطحة وصحراوية وخالية من الجبال، وصحراء الكويت الغربية ميزة جيدة للدولة.

• وماذا عن انتقال الحساسية خلال موسم التلقيح؟

- الهواء ينقل كل شيء، والحساسية متفاوتة بين إنسان وآخر، وتأتي أثناء الانتقال بين الفصول، وخصوصا لمن يعانون مرض الربو، وعموما جونا نظيف، فبمجرد إطفاء آخر بئر نفطية بعد الغزو العراقي تم تنظيف الجو من جميع الملوثات.

الحكومة والأرصاد

• ماذا تقترح على الحكومة الكويتية بالنسبة إلى تطوير الأرصاد؟

- نريد منها تثقيف الشعب، وخصوصا وزارة التربية، لأن ثقافة المواطنين خاطئة ومقررات وزارة التربية لابد من تغييرها لتنمية العقول لا الأجهزة، تطبيقا لتوجيهات سمو الامير في الاهتمام بالشباب، كما يجب أن يتم إخبار الطالب منذ المرحلة الأولى للتعليم الثانوي عن التخصصات الموجودة في الجامعات العالمية واحتياجات سوق العمل.

• رسالة توجهها للمواطن.

- أقول للمواطنين: ثقفوا أولادكم، علموهم ثقافة الترشيد والحفاظ على الماء والكهرباء، لأن الإسراف في الماء أصبح كثيرا، كما أطالبهم بتعليم الأولاد كيفية التعامل مع الجو وضرورة الوقاية من الامراض وتجنب انتقال العدوى والمرض.

نصائح لاختلاف درجات الحرارة

خلال اللقاء قدم إبراهيم مجموعة من النصائح الذهبية لتجنب الإصابة بأمراض البرد، لأنها ناتجة عن اختلاف درجات الحرارة، ومنها:

• التنفس السليم عن طريق الشهيق من الأنف والزفير من الفم في جميع الحالات، سواء خلال الجلوس او النوم او الرياضة.

• شرب الماء الفاتر طوال أيام السنة، مع تجنب شرب الماء البارد.

• تنشيف الجسم والرأس قبل الخروج من الحمام بعد الاستحمام.

• عدم الذهاب الى النوم قبل تجفيف شعر وفروة الرأس.

• عدم مخالطة المرضى، وعدم التعرض لدرجات الحرارة المختلفة من البارد الى الحار، والعكس.