بعد سنوات من الاختفاء وتنفيذ عمليات إرهابية خلّفت عشرات القتلى، ظهر الضابط السابق بالجيش المصري هشام عشماوي، الذي التحق بتنظيم القاعدة، بوجه ملطخ بالدماء، أمس، بعدما نجحت قوات القائد الليبي خليفة حفتر في القبض عليه بمدينة درنة شرق ليبيا.عشماوي من مواليد 1979، والتحق بالقوات الخاصة «الصاعقة» في الجيش المصري عام 1996، وأثبت كفاءة أهّلته للحصول على دورة تدريبية في الولايات المتحدة، وهناك بدأ اعتناق الفكر المتشدد، ثم انطلق في نشر أفكاره التكفيرية ليتم تحويله إلى الأعمال الإدارية، ثم يحاكم عسكرياً في 2007 للتنبيه عليه بعدم التحريض ضد الجيش، قبل أن يفصل من الخدمة إثر محاكمة عسكرية أخرى في 2011.
وبدأ عشماوي تكوين خلية إرهابية صغيرة، واستغل حالة الانفلات الأمني التي مرت بها مصر وسورية وليبيا بعد ثورات الربيع العربي للانتقال بين هذه الدول، وتقوية علاقته بـ«القاعدة» حيث تلقى التدريب في سورية، ثم أسس تنظيم «أنصار الإسلام»، وبدأ التنسيق مع تنظيم «أنصار بيت المقدس» الفرع المصري لتنظيم داعش، ليبدأ منذ ثورة يونيو 2013 التي أطاحت حكم «الإخوان»، التخطيط لاستهداف القوات المصرية.ونفّذ سلسلة من العمليات الدموية بداية من محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم سبتمبر 2013، ثم شارك في مذبحة كمين الفرافرة يوليو 2014، التي أسفرت عن مقتل 22 مجنداً من القوات المسلحة، كما شارك في هجوم كرم القواديس أكتوبر 2014، الذي أسفر عن مقتل 31 مجنداً، والهجوم على حافلة الأقباط في المنيا يونيو 2017.ومع تشديد الإجراءات الأمنية في سيناء، انتقل عشماوي إلى صحراء مصر الغربية، حيث خطط لعملية الواحات أكتوبر 2017، التي راح ضحيتها 16 من رجال الشرطة، وبعدها انسحب إلى ليبيا التي تعاني فوضى أمنية وسيطرة ميليشيات بعضها يتبع «القاعدة» و«داعش»، وأسس هناك تنظيم «المرابطون»، قبل أن يُقبض عليه.
وحال تسليم عشماوي إلى القاهرة، فإن الإعدام سيكون في انتظاره، إذ قضت المحكمة العسكرية في مصر، ديسمبر 2017، بإعدامه شنقاً في قضية الهجوم على كمين الفرافرة بالصحراء الغربية، والمعروفة إعلامياً بـ«أنصار بيت المقدس 3»، كما أنه متهم بتخطيط وتنفيذ 7 عمليات كبرى في مصر.