خلال توقيعه ألبومه الجديد «لما تغيبي»، قدمت رئيسة جمعية «حلوة يا بلدي» فاطمة الحاج، الفنان أحمد قعبور، قائلةً: «الموسيقى جواز سفرنا الذي نعبر من خلاله العالم». وأدى الفنان اللبناني بعد ذلك مجموعة من أغنياته القديمة والحديثة، وكان لأغنيته الأولى «أناديكم» صدى مختلف بين الحضور، كذلك قدَّم «بيروت» و«شو حلو» وغيرها. في كلمة ألقاها في المناسبة سرد أحمد قعبور مراحل نشأته، في كنف والده عازف الكمان، الذي عاصر كبار الفنانين العرب، وتطرق إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، حتى أصبح اللبنانيون بنظامهم، لا يشبهون وطنهم الرائع كقوس قزح.
عربياً، قال إن المنطقة من العراق إلى سورية وفلسطين واليمن قُتلت، معتبراً أن «أسمى ظاهرة عرفها لبنان، هي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية «جمول»، لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي ودحر المحتل، من دون تكليف شرعي، أو أمر من جهاز مخابرات أو سفارة». وأضاف: «لا تقتصر المقاومة على مقارعة الاحتلال فحسب، بل يجب أن تقارع الاستبداد أيضاً، لأن الاحتلال والاستبداد ينامان على سرير واحد». حول الواقع الفني، اعتبر أن «الفرق بين اليوم والأمس، هو أن في الماضي كان الشاعر والملحن والذواقة والنقاد يصنعون الفن، أما اليوم فتصنعه الشركات لذلك شُوِّهت الأغنية كما شُوِّه البشر».وفي ختام اللقاء، قدَّم عضوا غرفة التجارة والصناعة محمد بكري وطوني طعمة، درعاً تكريمية لقعبور.
«لما تغيبي»
بعد عمل مستمر على مدى نحو سنة ونصف السنة، أصدر أحمد قعبور ألبومه الجديد «لما تغيبي»، ويتضمن 18 أغنية ومقطوعتَيْن موسيقيتَيْن، من تأليف قعبور وتلحينه. أما «لما تغيبي» التي يحمل الألبوم عنوانها، فهي من كلمات صديقه الشاعر اللبناني باسم زيتوني، كتبها قبل رحيله منذ 15 سنة بحادث سير مروّع. ورغم انقضاء كل هذه السنوات فإن قعبور لم يستطع تسجيلها لأنه في كل مرة كانت تخنقه الدمعة، إلى أنه تحامل على نفسه وسجلها أخيراً وأدرجها ضمن ألبومه الجديد. كذلك يتضمّن الألبوم أربع أغنيات من تأليف قعبور وتلحينه بأصوات أربع فنانات: الأولى عن المخطوفين وحكايتهم في لبنان تغنيها شانتال بيطار، والثانية «دق الباب» بصوت الفلسطينية أمل عكوش، والثالثة «ما في شي» حول تعنيف المرأة تؤديها إيفون الهاشم، ورابعة قديمة بعنوان «يا ستي ليكي ليكي» أداء وتوزيع وغناء نادين حسن. في الألبوم ثلاث أغنيات عن الأب، وأغنية عن العاصمة اللبنانية «بيروت زهرة»، و«مين عطاك الحق» التي تتمحور حول الظلم والاستبداد. يتميز الألبوم بأنماط موسيقية مختلفة ويتناول قضايا إنسانية، لا سيما تلك التي تتعلق بالمرأة الحاضرة بقوة في الأغنيات سواء العاطفية أو تلك التي تتناول معاناتها. للمرأة دور أساس في حياة أحمد قعبور وفي مسيرته الفنية، فهي الأم والأخت والحبيبة والزوجة والصديقة، ويعتبر أن أجمل ما أخذه من الحياة كان من خلال هذه الأوجه المتعددة للمرأة.ممثل ثم مطرب
ولد أحمد قعبور في بيروت عام 1955، والده محمود الرشيدي أحد عازفي الكمان الأوائل في لبنان ووالدته الفنانة التشكيلية إيمان بكداش. أتم دراسته الابتدائية في الكلية البطريركية في بيروت والإعدادية في مدرسة «البرّ والإحسان». وبين 1972 و1973 درس في دار المعلمين صباحاً وارتاد المدرسة الثانوية مساء. انضم إلى قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة- الجامعة اللبنانية عام 1978 وتخرج حاملاً دبلوماً في المسرح. لدى اندلاع الحرب في لبنان سنة 1975، شارك في تنظيم لجان شعبية لدعم المواطنين في مواجهة الحرب، وألف أولى أغنياته «أناديكم» للشاعر الفلسطيني توفيق باز. منذ ذلك الوقت، يحيي قعبور الحفلات الموسيقية ويسهم في الإنتاج الغنائي والمسرحي الموجه للأطفال بدءاً من فكرة «السنابل» وصولاً إلى «مسرح الدمى اللبناني». كتب مقطوعات موسيقية تبث على الشاشات وعبر أثير الإذاعات اللبنانية والعربية. بدأ حياته ممثلاً قبل أن يتحوّل إلى الموسيقى التي كرسها للوطن والإنسان وفلسطين. وأدى دور وديع حداد المناضل الفلسطيني في فيلم «كارلوس» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس، وشارك في حفلة افتتاحه في «مهرجان كان السينمائي».نتاجه الفني
يتميز أرشيف أحمد قعبور بمجموعة متنوعة من الأغنيات (من ألحانه) والموسيقى التصويرية لمسلسلات من أبرزها: «نوبيون (كلمات حسن ضاهر)، ونحنا الناس (كلمات الشاعر اللبناني محمد العبد الله)، وأمي (كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش)، ويا نبض الضفة (كلمات حسن ضاهر)، ويا رايح صوب بلادي (كلمات أحمد قعبور)، ويا ستي (مستوحاة من كاريكاتور ناجي العلي غناء محمد قدسي)، وصبح الصباح (كلمات عبيدو باشا)، والله وطلعناهم برا (كلمات أحمد قعبور)، وارحل (كلمات حسن ضاهر)، وبيروت يا بيروت (كلمات عبيدو باشا)، وعلوا البيارق (كلمات أحمد قعبور)، وخيال (كلمات أحمد قعبور). وموشح البلد (كلمات عبيدو باشا)، ويا حرش بيروت (كلمات عبيدو باشا)، ولاجئ (أحمد قعبور)».ألف موسيقى «مع الإنسان» لمسلسل من إخراج وعد علامة، و«صور» لمسلسل من إخراج نجدت أنزور...