هل هناك بديل لـمضيق هرمز؟
إن المضايق البحرية مثل: مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، ومضيق جبل طارق، وقناة السويس منافذ بحرية مهمة للتجارة محلياً وإقليمياً ودولياً، وعلينا أن نقوم بدورنا، فالجميع تهمهم مصلحتهم، فلماذا نعتمد على غيرنا في حل مشاكلنا؟
ليس في منطقتنا ولا في الوطن العربي من يفكر تفكيراً استراتيجياً، بل الاعتماد على القوى الخارجية لحماية تصدير النفط، لا بل حماية الكيانات، فما مشكلة مضيق هرمز؟ وما البديل؟ وما مدى خطورة التهديد لأمن المنطقة والوطن العربي لمضيق باب المندب كذلك؟مضيق هرمز بين إيران ودولتي الإمارات وعمان مساحته خمسة أميال، ويعتبر عنق الزجاجة بين شمال الخليج العربي وجنوبه، وفي الأزمات تهدد إيران بإغلاقه، وذلك يعني شلل تصدير النفط والنشاط التجاري البحري من دول شمال الخليج العربي وإليها، بما فيها إيران والعراق. وقد سبق أن هددت إيران بإغلاقه أثناء الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات من القرن العشرين، وهي اليوم تهدد بإغلاقه، والأميركيون والغرب عموما سيتدخلون إذا قامت إيران بذلك، لكن السؤال إلى متى ذلك التهديد وذلك الابتزاز؟!
وقبل التفكير في البدائل، ماذا عن مقومات القوة لدول الخليج العربية، فليس من بديل لاتحاد دولها لتصبح قوة موازية؟ وهل فكرت دول الخليج العربية، خصوصاً في شمال الخليج العربي الكويت وقطر والبحرين والسعودية في مشروع بديل لمضيق هرمز لتصدير نفطها، ونشاطها التجاري الذي يمر عبر هذا المضيق؟ يمكن النظر إلى خريطة الجزيرة العربية، واقتراح بديلين لمضيق هرمز، أحدهما مدّ أنابيب عبر المملكة العربية السعودية إلى موانئها على البحر الأحمر، والثاني حفر قناة في الإمارات العربية ما بين عمان وأم القوسين، وتأتي بعد ذلك القضايا الفنية والجيوسياسية، وهذه يمكن حلها بالحوار والتفاوض بين دول شمال الخليج العربي. نعتقد أن مهمة مراكز الأبحاث في المنطقة كانت، وهي اليوم وكذلك وفي المستقبل، معنية بهذا الأمر، ولتتخلَّ عن الهروب إلى الماضي أو إلى التنظير المستقبلي، وإهمال الحاضر، وربما تصل تلك المراكز في أبحاثها إلى بديل ثالث عن مضيق هرمز. إن المضايق البحرية مثل: مضيق هرمز، ومضيق باب المندب، ومضيق جبل طارق، وقناة السويس منافذ بحرية مهمة للتجارة محلياً وإقليمياً ودولياً، وعلينا أن نقوم بدورنا، فالجميع تهمهم مصلحتهم، فلماذا نعتمد على غيرنا في حل مشاكلنا؟ إن 95% من صادراتنا النفطية و90% من واردتنا التجارية تمر عبر مضيق هرمز، وهناك تهديد لحياة الناس ومصدر عيشهم، فلماذا الانتظار؟ ولماذا عدم القدرة على التفكير الاستراتيجي؟ فأين المخططون الخبراء، والجامعات، ومراكز الأبحاث مما يجري؟ ولماذا الانتظار؟! إن التفكير المستقبلي يتطلب المبادرة والوعي بالمخاطر وليس العيش بدول الرفاهية الريعية والنوم في العسل!