للمرّة الأولى تعرض مسلسلاً خارج محطة المؤسسة اللبنانية للإرسال، هل غادرت القناة؟لم أغادر المؤسسة اللبنانية للإرسال، فهي منزلي والشيخ بيار الضاهر بمنزلة شقيقي وله فضل كبير على المسيرة التي تشاركناها معاً. أحضّر راهناً مسلسلين جديدين لصالح هذه المحطة: «رصيف الغربا» و«سر وقدر».
هل تختلف في رأيك نسبة المتابعة الدرامية وفق هوية المحطة؟يتابع الجمهور الدراما الجيّدة بغض النظر عن هوية المحطّة. «حنين الدم» يشكِّل التجربة الأولى مع قناة «الجديد»، لذا لا يمكنني الجزم في ما يتعلّق بنسبة المتابعة الجماهيرية لأعمالها الدرامية. صحيح أن المؤسسة اللبنانية للإرسال هي المحطة الأولى في لبنان، إنما «الجديد» ذات مستوى جيّد أيضاً.أية نتيجة يحقق المسلسل؟يحقق نسبة متابعة مرتفعة عبر «الجديد»، لا تقل كثيراً عما حققته أعمالي السابقة عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال.تنتج غالبية أعمالك وتخرجها، لم اخترت المخرج شربل خوري لتنفيذ «حنين الدم»؟ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها كمنتج مع مخرجين آخرين. تعاونت سابقاً مع كل من يوسف شرف الدين وكارولين ميلان ورندلى قديح وفادي ابراهيم وغيرهم. ينفّذ المخرج شربل خوري هذا المسلسل لأنني منشغل بتحضير مسلسل «رصيف الغربا».ما رأيك بالنتيجة التي يحقِّقها؟يعمل بناء لتوجيهاتي، وأنا أطلع على كل شاردة وواردة في المسلسل.
فرص ووجوه
معلوم أنك تدرّجت في المهنة حتّى بلغت مرحلة الإنتاج، هل لهذا السبب تمنح الفرص للشباب الصاعدين؟يجب اعطاء الفرص لأناس جدد بهدف ضمان استمرارية المهنة. أمّا المخرج شربل خوري، فقد اخترته كونه عمل لديّ مدير تصوير منذ مدّة طويلة، من ثم يعرف تماماً كيف أفكّر وما أحبّ ويعبّر عن نظرتي الإخراجية للعمل.هل اخترت بنفسك فريق العمل؟طبعاً.يُقال إنك تفضّل وجوهاً معيّنة تتعاون معها دائماً؟هذه المقولة غير صحيحة والمحسوبيات غير واردة عندي. للمرة الأولى أتعاون مع الممثل عمّار شلق، وللمرة الثانية مع الممثل علي منيمنة، أمّا الممثلتان فيفيان أنطونيوس ونيكول طعمة فهما غائبتان من مدّة. أختار الممثلين وفق السيناريو المتوافر بين يديّ ليحلّ الممثل المناسب في الدور المناسب. لا شك في أن ثمّة وفاء تجاه ممثلين أوفياء على غرار فادي إبراهيم الذي أحبّ أن تكون لديه حصّة في أي عمل أقدّم، إنما أحياناً لا يتوافر دور ملائم له، مثلما حصل في «حنين الدم». هل تتدخل كمنتج في المسلسل أم تترك الحرية الكاملة للمخرج؟أتدّخل في الشاردة والواردة ممارساً صلاحياتي بطريقة محترمة من دون تخطّي دور المخرج. المنتج ليس المموّل للعمل كما هو متعارف عليه عربياً وفي لبنان تحديداً. بل هو المنتج الفنّي للمسلسل أي هو من يقرّر النص وهوية المخرج. كوني متخصصّاً في هذا المجال، أي أنني مخرج مطّلع فنيّاً، أؤدي دوري الأساس في تحديد النص والمخرج والممثلين الملائمين للأدوار. أين صوّرتم «حنين الدم»؟في لبنان وإسطنبول. هل وجدتم صعوبات هناك في التصوير؟للأسف، عندما أردت التصوير في مرفأ بيروت، استغرق الأمر أسبوعاً للاستحصال على أربع إجازات رسمية من مختلف الأجهزة الأمنية. بينما في تركيا، حصلت على ترخيص رسمي واحد يشمل الأراضي التركية كافة.ما هي الخلطة السرية التي تعتمدها لتحقيق نجاح جماهيري لأعمالك؟ايلي معلوف! أنا المنتج المحترف الوحيد في لبنان، كوني متخصصاً في هذا المجال لا مجرّد مموّل أو رجل أعمال.نلاحظ أن مسلسلاتك الأخيرة صُوّرت في حقبة زمنية ماضية لا معاصرة.يجمع «حنين الدم» حقبتين، الثمانينات وتطرّقنا من خلالها إلى الحرب وما نتج عنها، وحقبة معاصرة تبدأ بعد 12 حلقة تقريباً. قدّمت أعمالاً معاصرة وأخرى تاريخية، ولا شك في أن الجمهور يفضّل هذه الحقبة عن سواها. ٠على رغم أنك أوّل مخرج لبناني تعاون مع ممثلين عرب في مسلسل «تلاميذ آخر زمن»، فإنك متلزم راهناً تقديم الأعمال المحلية الصرف، ما السبب؟عندما انتشرت صيحة المسلسلات العربية المشتركة طلبت إليّ المؤسسة اللبنانية للإرسال تقديم عمل في هذا الإطار فرفضت لأنني مقتنع بأن هذه الموضة عابرة. أؤيد تقديم عمل لبناني صرف ذات إنتاج مهمّ نسوّقه عربياً لا أن نشرك ممثلاً عربياً في مسلسلاتنا لتسويقها عربياً. عندما تتطلّب القصة مشاركة ممثل عربيّ، عندها أؤيد الخطوة، مثلما حصل في مسلسل «تلاميذ آخر زمن». لكنني أرفض إسقاط أي ممثل عربي في العمل بهدف التسويق.عُرض مسلسلاك المحليان «حكاية أمل» و«رجل من الماضي» عربياً.نعم، ولم يُعرض غيرهما لأن ثمة ما يُسمّى بمحاربة المسلسل اللبناني.ما تفاصيل مسلسل «رصيف الغربا»؟مسلسل ضخم بحدود مئة حلقة تلفزيونية، يضمّ مجموعة كبيرة من الممثلين، وأتوّقع له نجاح «كل الحب كل الغرام». المسلسل من كتابة الصديق طوني شمعون الذي حققنا معاً أعمالا ناجحة جداً. في رأيي، هذه إحدى أجمل القصص المحلية والعربية. يشارك فيه الممثلون اللبنانيون عمار شلق، ووسام صليبا، وفادي ابراهيم، وملكة جمال لبنان السابقة رهف عبد الله، وأليسار حاموش، ودانا الحلبي، ونيكول طعمة، وبيار شمعون، والفنان غدي، وأنطوان حجل، وجيهان خماس، وطوني مهنا، وفادي متري، وعلي منيمنة، ووداد جبّور، وباتريك مبارك، وجمانة شمعون، وعلي الزين، وشربل خباز، وسامر السيّد، وجويل فرن، وخلود صوان، ورفقا الزير، وليز سركيسيان، وجو معلوف، وطوني شمعون، وخالد السيد، وجوزف سعيد، وفادي عبود، ومنى كريم، والآن الزغبي، وندى البابا، وإيلي شالوحي، وألين أحمر، وروبير فرنجية، ونور صعب، وغيرهم. أي مسار ترى للدراما اللبنانية؟الدراما اللبنانية أفضل بكثير من الدراما المحيطة بنا مقارنة مع الإمكانات المتوافرة لدينا ونحن نشهد تطوّراً كبيراً. نمرّ بفترات صعود وهبوط أسوة بوضع البلد ككل، أحياناً يطرق إلى المهنة دخلاء يشوّهون عملنا. يمكننا تقديم الأفضل إنما في ظل الأوضاع المادية لمحطات التلفزة فإنها تقاوم وبدلاً من أن ترفع سعر الحلقة، راوحت مكانها في مقابل ارتفاع أجرة الممثلين والمعيشة كلها.سينما
حول السينما اللبنانية الراهنة يقول إيلي سمير معلوف: «أنا المخرج الوحيد الذي شارك في صناعة أفلام ما بعد الثمانينات، إنما السينما اللبنانية الراهنة تعاني مشكلة كبيرة على صعيد التسويق، خصوصاً ألا ثقافة شعبية تشجعّ على متابعة الأفلام السينمائية المحلية أسوة بالبلدان الغربية. أي أن صناعة الفيلم تحتاج إلى تمويل كبير فمن أين لنا هذا في ظلّ المردود المادي لشبّاك التذاكر الذي لا يتخطّى 170 ألف مشاهد، إذا ما اعتبرنا الفيلم ناجحاً جداً، من ثم يضطر المنتج إلى تقديم فيلم «بالتي هي أحسن»، وهكذا عمل لا يكون عند المعايير الفنية المطلوبة، وأنا أرفض تقديم هذا المستوى من الأعمال».