«شِعريّة الانتماء»

نشر في 12-10-2018
آخر تحديث 12-10-2018 | 00:00
No Image Caption
تحت عنوان «شِعريّة الانتماء» (صادر حديثاً عن الدار العربية للعلوم ناشرون ونادي جازان) يقدم الكاتب مجدي الخواجي دراسة تشكل قراءة في القصيدة السّعودية وتعتمد على تناول الشعرية من خلال العناصر الفنية ووسائل تشكلاتها داخل بنية النص الشعري السعودي، وتشخيص طبيعة خطابه، وتحديد مكامن تميزه، وإعادة تفسيره بما يتوافق ومفهوم الشعرية.

قراءة الشِّعرية في الكتاب تحضر عبر مدونة الشعرية الجازانية التي حفلت نصوصُها بتداعيات الزيارات الملكية. لذا؛ تتوجه إلى قصائد الزيارات الملكية ذاتها وما تولّد فيها من إبداعات فنية، بغية استكشاف المحتوى الموضوعي والدلالي والجمالي الذي تعرضه الممارسة الشعرية.

يقول الكاتب مجدي الخواجي عن دراسته: «شعرية الانتماء في هذه القراءة، شأن شعريات متعددة أخرى، حددت محوراً موضوعياً تستمد منه طاقاتها في البناء والدلالة والإيحاء، وهو محور يتسم بالوضوح والأصالة والتركيز، منه تبدأ وإليه تعود، وعنه تتمدد نحو سائر التجارب الحياتية والإنسانية الأخرى، ألا وهو الوطن».

يتابع: «تفيد قراءتنا للقصيدة السعودية أن شعراءنا تمثلوا هذه التجربة حدّ النفاذ إلى أرواحهم الإبداعية التي منحت تلك القصائد حيزاً فنياً من الظهور والتشخيص ضمن دوائر تحاكي في عمقها وجمالياتها دوائر الماء حين تنداح في تموّجاتها العذبة، واهتزازاتها الرقيقة؛ مما تندهش له النفوس، وتلذ الأرواح، وتطرب لنغماته الأذواق المفتونة بسحر اللغة، وعشق القصيدة. ولعل أهمية هذه الدوائر تنبع من كونها سمة مهمة للتركيبة الإنسانية، فهي تشكل ثنائية الحلم والواقع في عمر الإنسان أو حياة الفرد؛ لذا نراها تتعدد حسب السياقات والثقافات وعلاقة الإنسان بمحيطه، وهي اشتراطات جعلتنا نتلمّسها أيضاً من خلال مدارات التخييل وحركيّتها المتنامية.

في ظل هذه الدوائر المتحاضنة وتلك المدارات المنسجمة تشكلت معاني الانتماء، وبرزت ملامح الشّعرية، فجاءت تحملها أجنحة التخييل، وتزفّها لغة التشوق، وتموسقها إحساسات الصدق، وتقودها مشاعر الوفاء، معبرةً عما يستكن في أعماق كل مواطن من حب وولاء وفداء تجاه وطنه وقيادته».

يتألف الكتاب من تمهيد في مفهوم الشعرية وتعددية المصطلح، تتبع ذلك ثلاثة فصول؛ تتوجه القراءة في الأول منها حول «شعْرية الانتماء واحتفالية القصيدة»، وفي الثاني نحو «الشّعرية ودوائر الابتهاج». أما الفصل الثالث والأخير فيقف إزاء سياقات «الشّعرية ومدارات التخييل» ويصب في صميم شعرية الانتماءِ إلى الوطن والقيادة.

back to top