أحيت الفنانة المصرية نادية مصطفى أمسية غنائية ضمن فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية بمركز اليرموك وحملت عنوان «أغاني موسيقى الثمانينيات» وشهد الحفل حضوراً جماهيرياً كثيفاً من مختلف الجاليات المقيمة في الكويت توافدوا إلى المكان للاستمتاع بالأنغام الشجية والكلمات العذبة، التي تحمل عبق الماضي الجميل وذكريات حقبة كانت الأبرز في المشهد الثقافي والفني بالوطن العربي، ولا أبلغ على ذلك من تحدي أغلب هذه الأغنيات للزمن لتبقى في وجدان عشاقها وتنتقل من جيل إلى آخر.قدم الحفل عضو ديوانية الموسيقى صباح الريس قبل أن تطل الفنانة المصرية لتحيي الجمهور معربة عن سعادتها بوجودها في الكويت البلد الذي أحبته واحتضنها في مناسبات عدة منذ بداية مشوارها الفني مطلع الثمانينيات ومتوجهة بالشكر إلى القائمين على دار الآثار الإسلامية على التنظيم الجيد.
ثم شرعت نادية في برنامجها الدسم، الذي ميزه التنوع بين العديد من الألوان الغنائية إذ أطربت الحضور بمجموعة مميزة من أغنياتها، فضلاً عن اقتطاف بعض الأعمال من أرشيف كبار نجوم الطرب مثل فايزة أحمد وكوكب الشرق أم كلثوم.
تفاعل كبير
واختارت نادية أن تبدأ بأغنية وطنية «أحلف بسماها» وسط تفاعل جماهيري كبير قبل أن تتجه إلى اللون الرومانسي فكانت هديتها الأولى لقلوب الحضور أغنية «الصلح خير» من كلمات مصطفى الشندويلي، وألحان حسن نشأت، بينما كان اختيارها الثاني أغنية « لولا الملامة « للفنانة الراحلة وردة الجزائرية وهي نتاج لقاء مثمر بين الشاعر مرسي جميل والملحن بليغ حمدي وأدتها مصطفى صاحبة التاريخ الطويل من العطاء بتمكن كعادتها وإجادتها التعامل مع مثل هذه النوعية من الأعمال، ومنها وعلى وقع آهات الجمهور وكلمات الإطراء التي نثروها في فضاء مركز اليرموك تشدو نادية بأغنية «أنا قلبي إليك ميال» للراحلة فايزة أحمد والتي غنتها للمرة الأولى عام 1955 هي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي.مكتبة الكبار
وتعود النجمة المصرية إلى أرشيفها لتنتقي أغنية «جاي في أيه» في واحدة من أبرز أعمالها التي شدت بها عام 1996 وطرحتها ضمن ألبوم يحمل الاسم نفسه من كلمات عبدالوهاب محمد وألحان سامي الحفناوي، وحققت الأغنية حينها انتشاراً كبيراً ومازالت مطلب الجمهور أينما حلت نادية، التي أدتها وكأنها تغنيها للمرة الأولى بنفس الإحساس والحماس، وتعود نادية إلى مكتبة الكبار وتنتقي أغنية «يا صلاة الزين» للراحل سيد مكاوي وهي من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد وظهرت للعلن للمرة الأولى مطلع الستينيات من القرن الماضي.مصري - كويتي
وتعود نادية إلى حقبة الثمانينيات وتختار من أعمالها «بكل لغات العالم» التي طرحتها عام 1988 نتاج تعاون مصري كويتي إذ كتب كلماتها أحمد الشرقاوي ولحنها يوسف المهنا، وتفاعل الجمهور مع أداء النجمة المصرية التي مضت في الحفل مدفوعة بكلمات التشجيع وعبارات الثناء ولأنها من القلائل اللاتي أجدن اللهجة الخليجية، ولاقى أداؤها أغنية» في القلب واحد» استحسان الحضور، قبل أن تتوقف عند واحدة من أبرز أعمال كوكب الشرق أم كلثوم لتسلطن الحضور بـ«ألف ليلة وليلة» والتي غنتها عام 1969 من كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان بليغ حمدي.ويمضي الوقت سريعاً على محبي الطرب الأصيل لتصل نادية إلى الختام وتختار أن تودع الجمهور على وقع أنغام واحدة من أبرز أعمالها أغنية «سلامات سلامات» من تأليف عبدالوهاب محمد ومن ألحان طه العجيل لتودع الحضور، الذي وقف لها طويلاً عرفاناً بالدقائق التي لامست شغاف القلوب.