وعد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شعبه بأن تكون مصر في مكانة أخرى عام 2020، بالعمل والصبر، متقدماً بما يشبه الطلب الرسمي للقوات الليبية من أجل تسليم الإرهابي الخطير هشام عشماوي لمحاكمته في القاهرة.

وتحدث السيسي، أمس، خلال ندوة تثقيفية للقوات المسلحة بمركز المؤتمرات في القاهرة، عن حرب أكتوبر، واصفاً إياها بسباق بين سيارتي "مرسيدس" و"سيات"، تفوقت فيها الأخيرة بسبب عزم الرجال.

Ad

وأكد السيسي، في ذكرى احتفالات نصر أكتوبر، أن العمل والصبر هما سلاح بناء الدولة، مطالباً المصريين جميعاً بضرورة المشاركة في تعمير الدولة، وأن العناية الإلهية هي التي أحاطت بمصر خلال الفترة الماضية، مؤكداً أنه بفضل الله وبتكاتف كل المصريين مع الدولة ستكون مصر في مكانة أخرى عام 2020.

وأشار السيسي إلى ثورة 25 يناير، قائلاً: "2011 كان علاجاً خاطئاً لتشخيص خاطئ، قدموا للناس صورة على أن الأمور بتتغير كده (أي بالثورة)... نغير ده ونجيب ده، وأن العصا السحرية موجودة هتحل المسائل، والله هذه أكثر مرة أتعامل وأتحدث معكم بكل صدق"، لافتاً إلى أن العدو بات غير واضح إذ "يعيش بيننا".

وحذر من أن أكبر تحدِّ يواجه أي قائد هو عدم اكتمال الصورة لدى الشعب، موضحاً أن نقص الوعي لدى أفراد المجتمع يخلق حالة من النقد لسياسات الدولة نتيجة عدم الفهم الصحيح للخطط والسياسات التي وضعتها لتحقيق التنمية الشاملة، داعياً كل قيادات الدولة على جميع المستويات كل في تخصصه، بشرح الرؤية الصحيحة والأهداف المخططة للعاملين معه حتى تتكون لديهم صورة صحيحة تدفع مصر إلى الأمام، متمنياً أن يمتلك كل فرد القدرة على أن يفهم معنى الدولة، كي لا تنهار بفعل شائعات كاذبة وفوضى في التحليلات الزائفة.

وأشار السيسي إلى أن التعداد السكاني المتزايد يعد تحدياً كبيراً أمام مستقبل مصر، مضيفاً: "إذا استمرينا بهذه الطريقة لن يكون هناك تحسن حقيقي في الواقع"، وشدد على أهمية بناء وعي حقيقي للمشهد الحالي في عقول ونفوس المصريين.

وكرم الرئيس السيسي عدداً من أبطال القوات المسلحة، على هامش الندوة التثقيفية التي عقدت بعنوان "أكتوبر... تواصل الأجيال"، وشدد في كلمته على أن المعارك من 1967 إلى 1973 كانت واضحة المعالم "كنا نعرف عدونا وإمكاناتنا، أما الآن فالعدو أصبح معنا وبيننا"، والتحدي الآن هو بناء الوعي، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اتخذت قرار الحرب رغم التحديات من أجل الكرامة، وأن ما تحقق كان أقصى ما نستطيع في ظل ميزان القوى وقتذاك، وأن أجيالاً عدة واقع الهزيمة في 67.

ووجه التحية إلى كل رجال القوات المسلحة على ما حققوه في حرب أكتوبر، مضيفاً: "رغم أن الفرق في القوة هائل، وهذا لا يعيب مصر ولا جيشها، وهو أنا لو راكب عربية سيات وأنت راكب عربية مرسيدس وأسبقك متقوليش برافو؟! قولوا برافو... أيوة الحكاية كده، ولا استحي أن أقول الحقيقية كانت كده... لازم نقول الحقيقة المرسيدس تكسب طبعاً... مين اللي ياخد السيات ويعمل بها السباق ده إلا لو كانوا رجالة".

وتابع: "علينا تعليم الحقيقة للجميع، هذه معجزة الشرف... المعركة لم تنته ولكن تغيرت الأدوات والوسائل، الكلام ده للجيش والشرطة والجامعة وأجهزة الدولة وشباب مصر... هنتخلى عنها ولا هنقف معاها؟... بتكلم معاكم كمواطن مصري، زي ما هموا حافظوا عليها خلوا بالكم منها، المطلوب الفهم والصبر وأننا نفضل نبني ونعمر"، مشدداً على أن الخسائر الضخمة التي تكبدها العدو كانت وراء القرار الاستراتيجي بالسلام مع مصر "العدو ذاق ثمن الحرب الحقيقية لذلك وافق على السلام".

وتطرق الرئيس المصري إلى واقعة القبض على ضابط الصاعقة المفصول هشام عشماوي، الذي انضم إلى جماعات إرهابية وسقط في قبضة الجيش الليبي الاثنين الماضي، إذ تقدم السيسي بما يشبه الطلب العلني بتسليم القوات الليبية عشماوي لمصر، لكي تتم محاكمته في تورطه في عدد من العمليات الإرهابية الكبرى، وينتظره حكم بالإعدام في قضية الهجوم على كمين الفرافرة في الصحراء الغربية والمعروفة إعلامياً بـ "أنصار بيت المقدس 3".

وقال السيسي: الفرق بين هشام عشماوي إيه وأحمد المنسي (ضابط صاعقة وأحد شهداء التصدي للإرهاب)، ده إنسان وده إنسان، وده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا في وحدة واحدة، الفرق بينهم إن واحد منهم اتلخبط وممكن يكون خان، وحد تاني استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية... والتاني عاوزينه عشان نحاسبه".

منع الإعلام

في سياق منفصل، أصدر وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، أمس، كتاباً دورياً لجميع المديريات والإدارات التعليمية والمدارس، يطالب فيه بعدم السماح لأي وسيلة من وسائل الإعلام بدخول المدارس التابعة للوزارة ومنع إجراء أي لقاءات أو أحاديث صحافية أو إعلامية، ويأتي قرار الوزير بعدما نقلت وسائل الإعلام صوراً لتكدس الفصول بالتلاميذ على عكس خطط التطوير التي أعلن عنها الوزير.