صندوق الشباب!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
المشروعات الصغيرة والمتوسطة يفترض أن تنطلق من فلسفة الإنتاج والإبداع، وبالتأكيد فإن البلد يزخر بمواهب وطموحات شبابية كبيرة، ومن حق هذه الشريحة ترجمة أفكارهم ورؤاهم عبر الصندوق الوطني الملياري، ولكن مسيرة المشروع لا تعكس إلى الآن الأهداف الحقيقية التي أوجد من أجلها، وما زال الكثير من الشباب يواجهون العقبات والعراقيل والتطنيش والتطفيش، وغابت الشفافية والتقييم الموضوعي لمسيرة السنوات الخمس الماضية للبرامج التي احتضنها الصندوق، ومدى مساهمتها في تحقيق الأهداف المعلنة في هذا الشأن، وخصوصا ما يخص الإسهام في نمو الناتج الوطني الإجمالي.الكثير من القصص والمعلومات تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي التي تدار من فئة الشباب أنفسهم، وتتسرب العديد من الفضائح في تحول الصندوق إلى شكل جديد من أشكال التنفيع والمحسوبيات التي تنخر في البلد، وبدلاً من تدشين الورش الحرفية أو المؤسسات الصناعية الصغيرة أو المشاريع المرتبطة بعشرات التخصصات المهنية التي تقدمها الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لا نسمع سوى الأخبار والدعايات الإعلامية لأنشطة بعيدة عن الابتكار الوطني، والتي لا تتعدى كونها تجميعا أو جهود قص ولزق أو استيرادا من الخارج، لا تخرج عن نطاق ما يعرف بالفاشينيست أو العطور أو الكب كيك، رغم احترامنا لحق من يختار هذا النوع من العمل، في حين المشاريع والأفكار التي نحتاجها كدولة وتلك العقول الجاهزة لتفعيلها تبقى محاربة أو مغمورة أو تُكسّر مجاديفها.نتمنى وجود تقييم دقيق وموضوعي لعمل الصندوق ويكون متصلا ببرامج التنمية ومؤشراتها أو مراجعة شاملة لأهدافه، وفي مقدمة ذلك الاحتضان الحقيقي لشابات وشباب الديرة!