في رايات الجزيرة
![د. محمد بن عصّام السبيعي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1527781193350968600/1527781229000/1280x960.jpg)
وعلم سلطنة عمان، وإن أتى مزاوجة بين رايتي كل من سلطنة مسقط، حمراء، وإمامة عمان، بيضاء، إلا أن الشرائط الأفقية ومنها الأخضر تذكر بعلم الثورة العربية، وذلك رغم بُعد السلطنة جغرافياً وأيديولوجياً عن تداعيات الثورة.أما المجموعة الأخرى فتكشف عن خروج جلي عن الصورة التقليدية لراياتها وثنائية اللونين. فالقاسم المشترك لهذه المجموعة هو استعمال رسم علم الثورة العربية بشرائطه الأفقية وقاعدته وثلاثة من ألوانه على الأقل. ورغم ذلك فلا نجزم بتأثير مباشر، فراية اليمن التي خبرت تبسيطا موفقا بعد الوحدة في تسعينيات القرن الماضي تعكس ألوان الثورة، دون الأخضر الذي كان لون نجمة اليمن الشمالي قبل اتفاق الوحدة. وكما قلنا فالموضع ليس موضع جزم باستعارة مباشرة لألوان الثورة. فراية اليمن الموحد وقبلها راية الجمهوريتين أتت وريثة لرايات عديدة سابقة؛ لدولة الأئمة، وإمارات اتحاد الجنوب العربي والمحميات البريطانية في عدن، والتي يشاطر كثير منها الخطوط الأفقية لعلم الثورة وألوانه.أما علما الإمارات والكويت فيمثلان تبنياً لشكل وألوان علم الثورة. على أن علم دولة اتحاد الإمارات لربما قد أتى حلاً لتعدد أعلام أعضاء الدولة السبعة، تلك الأعلام المتشابهة إلى حد التطابق والتي لا تخرج عن ثنائية اللونين الأحمر والأبيض ببعض التنويع، وهي ثنائية كما رأينا تسود إمارات ساحل الخليج. ورغم قاعدة العلم الحمراء التقليدية بين أعلام الإمارة فإن إدخال اللونين الأخضر والأسود واتخاذ الشكل الحالي للعلم في سبعينيات القرن الماضي يؤكد التأثير القومي العربي عند وضع العلم.أما العلم الحالي لدولة الكويت فإنه يضرب أنصع مثال على التخلي التام عن التقليدية في رسم الراية. فالعلم قبل الاستقلال حمل سمات أعلام المنطقة: لون أحمر مشرق تتوسطه كلمة "كويت"، متطابقا تماما في الرسم واللون للعلم الحالي لإمارة الفجيرة في اتحاد الإمارات، كما حوى علم الكويت في رسم أسبق عبارة الشهادة كما في أعلام الدولة السعودية. أما العلم الحالي فيهمل كل ذلك ويتبنى إلى حد كبير رسم وألوان علم الثورة العربية. ولعل الفارق البسيط الذي يميزه عن أمثلة رايات أخرى في المشرق العربي خارج الجزيرة، هو الرأس المكسور لمثلت القاعدة، حالة فريدة لا نجد لها مثيلاً إلا في علم المملكة العراقية المطاح بها في نهاية خمسينيات القرن الماضي.