في خطوة كبيرة على طريق حلحلة أسوأ أزمة بين أكبر قوتين في حلف شمال الأطلسي، قرر القضاء التركي إطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون، المعتقل منذ أكتوبر 2016 بتهمة التجسس والإرهاب، وخيّره بين البقاء أو المغادرة قبل انقضاء مدة محكوميته بأكثر من عام.

وبعد جلسة ماراثونية حاسمة استمرت 6 ساعات، أصدرت محكمة أزمير قراراً برفع الإقامة الجبرية وحظر السفر المفروضين على برانسون، بعد الاستماع إلى المزيد من شهود النفي والإثبات حول علاقته بمنظمة رجل الدين التركي فتح الله غولن، المتهم بتدبير الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 وحزب «العمال الكردستاني» المصنف إرهابياً.

Ad

وبعد دخول الشهود في خلافات ومناقضة بعضهم بعضا خلال الجلسة، أمرت محكمة علي آغا في منطقة أزمير بسجن برانسون ثلاثة أعوام وشهراً، لكنها أفرجت عنه قبل انقضاء المدة بأكثر من عام، نظراً لسلوكه خلال المحاكمة.

وإذ أوصى الادعاء العام برفع الإقامة الجبرية ومنع السفر عن برانسون، بانتظار محاكمته في الاستئناف، طالب بسجنه حتى عشر سنوات بتهمة الانتماء إلى «جماعة إرهابية».

وجاءت الخطوة، بعد تقارير تحدثت أمس الأول عن توصل الولايات المتحدة وتركيا إلى اتفاق يطلق بموجبه سراح برانسون، الذي يعيش في تركيا منذ أكثر من عقدين من الزمان.

ونقلت شبكة «إن بي سي نيوز» عن مسؤولين، توقعهم أن يعود برانسون إلى منزله في ولاية نورث كارولينا، خلال الأيام المقبلة، بعد إفراج الحكومة التركية عنه، بعد عامين من السجن.

وتسببت الأنباء عن الاتفاق في ارتفاع الليرة التركية مقابل الدولار، لتسجل أعلى مستوياتها منذ منتصف أبريل الماضي، فقد بلغ سعر صرف الدولار 5.85 ليرات، قياساً بـ6.1 أمس الأول، مرتفعة بنسبة %2.66.

وهوت العملة التركية إلى مستوى قياسي أمام الدولار، ووصلت إلى 7.240 ليرات للدولار، بعد فرض واشنطن عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، على خلفية اعتقال القس الذي ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل إطلاق سراحه.

وعلى الفور، رحب ترامب بالقرار التركي، آملاً عودة «سريعة» للقس برانسون إلى الولايات المتحدة.