بعد أيام من إعلان موسكو استكمالها تزويد دمشق بصواريخ S300، لاعتراض أي طائرة على بعد أكثر من 250 كلم، زودت أوكرانيا سلاح الجو الإسرائيلي والأميركي بأسرار هذه المنظومة المضادة للطائرات، وأتاحت لهما دراسة خصائصها الفنية واختبارها ميدانياً.وتداولت وسائل إعلام روسية رسمية تقريرا نشرته صحيفة «غازيتا رو» الروسية، يكشف عن زيارة وفد عسكري أميركي- إسرائيلي- أوكرانيا سراً لدراسة خصائص أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والموجودة في الخدمة لدى قواتها المسلحة، واطلع على خصائصها وأتاحوا لهم فرصة اختبارها بمشاركة 18 طائرة أميركية من الجيل الرابع من طراز F-15C Eagle قادها طيارون إسرائيليون. وتمكنوا من تحديد قدرات S300.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العسكريين الأوكرانيين «أقنعوا خبراء الولايات المتحدة وإسرائيل بأن خصائص S300 المحلية لا تختلف جوهرياً» عن نظام الدفاع الجوي الذي أرسلته روسيا إلى سورية، بحسب وكالة الأنباء الوطنية. نتيجة لذلك، خلص خبراء سلاح الجو الإسرائيلي إلى أن مقاتلات الشبح من الجيل الخامس F35 ستكون «عصية» على المنظمة الروسية.وقبل لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لوضع اللمسات الأخيرة وانهاء الأزمة بينهما، طمأنت موسكو إسرائيل بأن خبراءها سيشغلون S300 في سورية مدة 5 سنوات قابلة للتجديد، وبالتالي فإنها لن تنتقل إلى الأيادي السورية قريباً.
معبر القنيطرة
في السياق، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، أمس الأول، توصل الأمم المتحدة ودمشق وتل أبيب إلى اتفاق ينصّ على إعادة فتح معبر القنيطرة في الجولان المحتلّ غدا الاثنين، مطالبة الحكومتين السورية والإسرائيلية بتسهيل مهمة قوات حفظ السلام في المنطقة (أندوف).وقالت هايلي، في بيان، إن «الولايات المتّحدة ترحّب بإعادة فتح هذا المعبر الذي سيتيح للقبعات الزرق الأمميين تكثيف جهودهم الرامية لمنع الأعمال العدائية في منطقة مرتفعات الجولان». وأضافت: «إنّنا ندعو سورية إلى اتّخاذ الخطوات اللازمة حتى تتمكّن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك من الانتشار، وتسيير دوريات بأمان وبدون تدخّل».ولفتت هايلي إلى أنّه «بموازاة هذه الخطوة المهمّة، يجب على جميع الأطراف الالتزام باتفاقيّة عام 1974، ومنع وجود أي قوات عسكرية في المنطقة باستثناء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة».المنطقة العازلة
وعلى جبهة أخرى، دعا الجيش السوري، أمس الأول، المدنيين إلى الابتعاد عن المقاتلين داخل المنطقة المنزوعة السلاح المرتقبة في إدلب، فيما لم تبدأ الفصائل الجهادية بعد بالانسحاب منها بموجب الاتفاق الروسي- التركي الذي يحدد الاثنين مهلة أخيرة.وتلقى سكان في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة ضمن المنطقة المنزوعة السلاح رسائل قصيرة على هواتفهم، موقّعة من الجيش السوري. ورد في إحداها «يا أبناء إدلب ومحيطها. ابتعدوا عن المسلحين فمصيرهم محتوم وقريب».وجاء في رسالتين أخريين: «المناطق التي تجبر المسلحين على مغادرتها ستبقى آمنة»، و»أهلنا الأعزاء، سكان المنطقة المطلوب مغادرة المسلحين منها، لا تسمحوا للإرهابيين أن يتخذوكم دروعاً بشرية».المرحلة الثانية
والتزمت كل التنظيمات الجهادية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، (جبهة النصرة سابقاً)، التي تسيطر على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح بتطبيق البند الأول من الاتفاق لناحية سحب السلاح الثقيل، رغم عدم إعلانها أي موقف من الاتفاق.وينص في مرحلته الثانية على أن تنسحب التنظيمات الجهادية من هذه المنطقة في مهلة أقصاها الاثنين المقبل، وهو ما يشكل الجزء الأصعب وفق محللين.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، أمس الأول، إنه «لم يُسجل بعد انسحاب أي من الفصائل الجهادية من المنطقة المنزوعة السلاح».من جهة ثانية، حذرت منظمات إنسانية دولية الجمعة من التداعيات التي قد تترتب على حياة المدنيين في إدلب، في حال لم ينجح الاتفاق الروسي التركي المعلن في 17 سبتمبر في خفض وتيرة العنف بشكل دائم في هذه المحافظة المكتظة.هجوم دير الزور
وعلى الجانب الآخر، أفاد المرصد أمس باختطاف تنظيم «داعش» 130 عائلة، في هجوم مباغت شنه على مخيم البحرة بمحافظة دير الزور، واقتادهم إلى مناطق سيطرته ضمن الجيب الأخير له شرق نهر الفرات.وبدعم جوي أميركي، تتصدى قوات سورية الديمقراطية (قسد) منذ أيام لهجمات مضادة للتنظيم، انطلاقاً من منطقة هجين، وفق المرصد، الذي أوضح أن المعارك المستمرة منذ الأربعاء أسفرت عن مقتل 37 عنصراً من القوات ذات الأغلبية الكردية وأكثر من 58 جهادياً، أغلبيتهم في غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.وبعد تمكنه من شن هجمات مضادة وعرقلته تقدم «قسد» مستفيداً من عاصفة رملية في المنطقة، شنّ التنظيم المتطرف هجوماً ضد مخيم للنازحين، واقتاد «أكثر من 100 عائلة فيه» إلى بلدة هجين، إثر اشتباكات استمرت ساعات طويلة فأسفرت عن سقوط قتلى في صفوف القوات المدعومة أميركياً.