مع عودة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى لبنان، بعدما ترأس وفد بلاده الى أعمال القمة الفرنكوفونية، وألقى كلمة لبنان وعقد سلسلة لقاءات أبرزها مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، نشطت الاتصالات على خط قصر بعبدا - بيت الوسط، حيث اتصل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالرئيس عون للتشاور معه في آخر التطورات التي تطول ملف تشكيل الحكومة.

وقالت مصادر متابعة لـ«الجريدة»، إن «الرئيس الحريري أشاد بالكلمة التي ألقاها عون أمام القمة، والتي تعبّر عن رسالة لبنان في تعزيز حوار الحضارات»، مضيفة أن «الرئيسين تطرقا إلى ملف تشكيل الحكومة بكل تفاصيله من ناحية الشكل والحصص دون الخوض في الأسماء».

Ad

وتابعت: «الرئيس عون أطلع الحريري على فحوى لقائه بالرئيس ماكرون، الذي شدد على ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت كي يستطع لبنان الاستفادة من رزمة المساعدات والقروض التي أقرت في مؤتمر سيدر».

ولفتت المصادر إلى أن «ماكرون يتابع ملف تشكيل الحكومة، وهو طلب من الرئيس عون تسهيل التأليف والضغط على الأفرقاء المعرقلين لفك أسر الحكومة»، مشيرة إلى أن «الرئيس الفرنسي ألمح إلى عون بضرورة الضغط عل الأصدقاء قبل الخصوم»، في إشارة محتملة الى رئيس التيار الوطني وزير الخارجية جبران باسيل.

ونفت المصادر «ما يتم التداول به من تسريب تشكيلة وزارية متوقعة، على مواقع التواصل الاجتماعي»، قائلة: «بعض الأسماء المطروحة جرى فعلا التباحث حولها، لكن التيار الوطني الحر لن يسمي وزراءه إلا في الساعات الأخيرة قبل إعلان التشكيل، كما أن الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن إلى مرحلة طرح الأسماء وجوجلتها».

إلى ذلك، نفت سفارة فرنسا في لبنان الكلام الذي نُسِب إلى السفير بيار دوكان في مقالٍ نشرته صحيفة «الأخبار» في عددها الصادر أمس بعنوان: «موفد ماكرون: لبنان غير قابل للإصلاح!».

وأضافت السفارة، في بيان أمس، أنه «تمّ تشويه كلام السفير وإخراجه عن سياقه»، مشيرة الى أن «فرنسا تقوم بمساعٍ حثيثة من أجل لبنان، بالتحديد لأن لديها كل الثقة بقدرته على الإصلاح ومواجهة التحديات المستقبلية. إن الالتزامات التي تعهّدنا بها خلال مؤتمرات سيدر وروما وبروكسيل إنما هي خير دليلٍ على إرادتنا بتعميق شراكتنا مع هذا البلد الذي يُشكّل بالنسبة إلينا محاورا أساسيا ونموذجا للعيش المشترك في المنطقة. فرنسا متمسكة باستقرار لبنان، وستبقى بالتالي دائما إلى جانبه».

في موازاة ذلك، أكد رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أن «الانتخابات الطالبية الأخيرة هي عيّنة صغيرة تعطينا فكرة عن التمثيل الشعبي بشكل حقيقي، ومن جهتي لم أكن لأرغب في الكلام عن هذا الموضوع لولا الغش الحاصل على هذا الصعيد يوميا، لذا معالي الوزير جبران باسيل إذا ما أردنا الكلام عن التمثيل الشعبي فهذا هو التمثيل الحقيقي، ومن له أذنان سامعتان فليسمعه».

كلام جعجع أتى خلال لقائه، في معراب، مساء أمس الأول، وفدا من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية-الأميركية، وجامعة سيدة اللويزة، وذلك عقب الانتصار الكبير الذي حققه حزب «القوّات اللبنانية» في الانتخابات الطالبيّة بهذه الجامعات. ولفت إلى أن كلامه هذا غير موجّه لشابات وشباب «التيار الوطني الحر»، وإنما «لباسيل حصراً الذي يطل علينا في كل يوم بمقاييس وحسابات تخلص إلى أنه يمثل 75 في المئة من هذه الدنيا، فيما الباقون مجتمعون لا يمثلون سوى 5 في المئة منها، وتبقى 20 في المئة غير محددة المعالم بشكل واضح».