«عودة الثمانينيات» يقتبس أجمل برامج الزمن الجميل وأغنياته
مركز جابر الأحمد الثقافي أعاد العرض عقب نجاحه في الموسم الماضي
استضاف مركز جابر الأحمد الثقافي العرض الجماهيري «أين تذهب هذا المساء: عودة الثمانينيات»، الذي يقتبس أجمل برامج الزمن الجميل وأغنياته، ضمن أمسية فنية متكاملة تمزج بين الغناء والدراما والبرامج التلفزيونية والفوازير، وغيرها من الأعمال الراسخة في الذاكرة، عقب نجاح العروض التي قُدمت في الموسم الثقافي الماضي.
بعد نجاحه الباهر في الموسم الثقافي الماضي، عاد العرض الجماهيري الثاني (أين تذهب هذا المساء: عودة الثمانينيات)، في مركز جابر الأحمد الثقافي، هذا الموسم بصورة جديدة، ليأخذ جمهور المركز في رحلة إلى عصر الثمانينيات، المميز ببرامجه التلفزيونية، وأغنياته التي رسخت في ذاكرة الكويتيين. ففي هذا العمل، يدخل الحضور في تجربة لمعايشة ما كانت عليه حقبة الثمانينيات، مسترجعين الماضي، لا بروح الآسفين على رحيله، بل برؤية مقدرة وممتنة لتلك السنوات التي شكلت شخصية المجتمع الذي نعيشه اليوم.وقالت مديرة فريق الإنتاج الإبداعي في مركز جابر الأحمد الثقافي رهام السامرائي، إن "الجمهور الكويتي اعتاد على أفضل أنواع الترفيه، كما عرفت الكويت دائما بتميزها في إنتاج العروض الفنية والترفيهية. هذا العرض بمثابة إيماءة خاصة إلى عصر يعده الكثيرون العصر الذهبي للفنون والترفيه".
وأضافت: "لا نسعى للنظر إلى الماضي بحزن أو بنوع من الحنين، بل ندعوكم إلى رحلة مليئة بالفخر والضحكات والمرح، ولعلها رحلة تذكرنا جمعيا بقدرات هذا الوطن ومواهبه".
تجربة غير مسبوقة
من جهته، قال مدير إدارة الموسيقى بمركز جابر الأحمد الثقافي، د. أحمد الصالحي، إن ذلك العمل تجربة غير مسبوقة، ومغامرة لجميع أعضاء فرقة المركز، لافتا إلى أن المحتوى مختلف عن كل ما سبق لهم تقديمه، والفقرات تتطلب أداء غير تقليدي لا يشبه تقديم الموسيقى والأغنيات بالطريقة الكلاسيكية المعهودة. وأوضح د. الصالحي أن "برنامج الحفل احتوى على عدد كبير من القطع الموسيقية والغنائية الجديدة، المختلفة عما تم تقديمه في عرضنا بالموسم الماضي، ولكل منها آلات موسيقية خاصة تؤديها، في حين تنتظر باقي الآلات دورها للمشاركة في فقرات أخرى".إنعاش الذاكرة
وخلال العرض اندمج الجمهور الغفير مع الكويت في فترة الثمانينيات، بكل تجلياتها، واسترجعوا هذا العصر الذهبي لتلفزيون الكويت، الذي جمع الناس حول شاشته، ليس لقلة الخيارات فحسب، بل لكثافة الإنتاج المحلي المميَّز. واستجاب العرض للمواقف التي سبق أن مرَّ بها البعض، لأن أكثر الذكريات مرتبطة في الوجدان بأعمال فنية زاخرة عُرضت على شاشة التلفزيون، ومن هنا جاءت أهمية هذا العرض، الذي أنعش الذاكرة، وعزز الحنين للماضي.عناية فائقة
وعبر مجسَّم كبير لشاشة التلفزيون جسَّدت الفعالية تلك الحقبة التي استضافها العرض، وصاحبت الموسيقى مقاطع فيديو مصوَّرة تعرَّف عليها الجمهور الذي عايش تلك الفترة، فأبدوا استحسانهم الكبير عبر بعض الفقرات التي قُدمت.والملاحظ، أن بعض المشاهد اُختيرت بعناية فائقة، وزرعت البسمة والضحكة على مَن استذكر تلك البرامج، وأيضا على مَن لم يعش تلك الحقبة. لقد كانت فعالية "أين تذهب هذا المساء: عودة الثمانينيات" بمثابة يوم كامل أمام شاشة التلفزيون؛ صوتا وصورة، متضمنة برامج متنوعة من كل طيف ونوع عبر ثيمات محددة متعلقة بالحياة اليومية، ليستكشف المشاهدون جوانب مختلفة من ذاكرتهم، خصوصا في حقبة الثمانينيات.لوحة فنية
وحمل الديكور رمزيته المستقلة المستوحاة من أحداث تلك الحقبة، وساهم بدرجة كبيرة في التعبير عن خصائص العرض عن طريق الصورة واللون والإضاءة، الأمر الذي يؤكد المجهود الكبير الذي قام به فريق العمل.أما أداء الفرقة الموسيقية بالمركز، وإبداع المخرج والإضاءة وبقية العناصر، فقد حققت دورا مهما في هذا الحدث الفني والثقافي، وشكَّل الجميع فريقا منسجما، وتميز الأداء بالتآلف، حيث قدمت الأغاني وكأنها لوحة فنية اكتملت عناصرها من خلال أداء الفرقة الموسيقية بالمركز مع المايسترو د. محمد باقر، والمخرج جاسم القامس وأحمد بودهام.جدير بالذكر، أن فريق الأوركسترا مكوَّن من قرابة ثمانين عازفا ومؤديا بجانب الفريق الفني والإداري.البهجة والسعادة
وانقسم برنامج العرض إلى عدة فقرات، كالتالي: الفقرة الأولى: الطفولة، الثانية: التعليم، الثالثة: الحياة اليومية، الرابعة: الثقافة الاستهلاكية، الخامسة: الفترة الدينية، السادسة: الرياضة، السابعة: الوطن في عيون الثمانينيات، الثامنة: الفنون والدراما. واحتوى البرنامج على ميدلي جاءت بعناوين: "مديلي الفوازير"، "ميدلي الثمانينيات"، "ميدلي المسلسلات"، "ميدلي الرياضة"، "ميدلي الاسكيتشات الغنائية"، التي نجحت في إشاعة روح من الطرب الجميل والبهجة والسعادة على الحضور. أما الكورال والغناء الفردي، فقد تكوَّن من 29 مطربا استعرضوا إمكانياتهم الصوتية الرائعة.الاحتفاء بموسيقى الحياة
قال مخرجا العمل؛ جاسم القامس وأحمد بودهام، إن "هذا العمل لا يعطي الثمانينيات حقها، فلكل من عاش ذلك الزمن ثمانينياته الخاصة، هذا هو التحدي الأول عند إقدامنا على هذا العرض، الذي حاولنا من خلاله طرق أبواب مختلفة تستفز الذكريات، بمعناها الحالم، عبر بوابة الموسيقى الهامشية، التي لم تعامل كموسيقى جادة في الكثير من الأحيان، ولا تنال في العادة اهتماما، بحكم أنها مقدمة أو نهاية لشيء ما أكثر أهمية. أردنا الاحتفاء بموسيقى الحياة اليومية العادية في سياق يرسمه لنا تلفزيون الكويت".وعلى هامش الحفل، قال مدير العلاقات العامة في مركز جابر الأحمد الثقافي، عثمان الجيران، إن "فترة العصر الذهبي عبَّرت عن قيم حضارية ودينية ورياضية وفنية عالية المستوى، فكانت بمثابة قاعدة قوية عكست ما وصلنا إليه كمجتمع آنذاك". وأكد الجيران أن العرض حقق نجاحا كبيرا، حيث قررت إدارة المركز عرضه على مدى أربعة أيام، ما يبين شغف الشعب الكويتي لاسترجاع ذكريات الماضي الجميل.
الفرقة الموسيقية تميّزت بالأداء المتقن والمنسجم
العرض يختزل فقرات يوم كامل أمام شاشة التلفزيون
العرض يختزل فقرات يوم كامل أمام شاشة التلفزيون