حتى الموتى يعانون في فنزويلا

نشر في 14-10-2018
آخر تحديث 14-10-2018 | 00:04
No Image Caption
بقيت جثة وينسيسلاو الفاريز (78 عاماً) ثلاثة أيام على سريره، حتى لفّت رائحة اهترائها الحي الذي كان يسكن فيه برمّته، وذلك لعدم امتلاك أفراد عائلته الموارد اللازمة لدفنه، شأنهم في ذلك شأن كثير من الفنزويليين الذين استحالت إجراءات مواراة موتاهم في الثرى كابوساً لهم.

مثل هذه القصص ليست نادرة في فنزويلا التي بات فقراؤها، الذين يزدادون يوماً بعد آخر، عاجزين عن تكبد تكاليف الدفن اللائق لأحبائهم المتوفين مع استفحال الأزمة الاقتصادية في البلاد.

ودع وينسيسلاو الحياة في 4 الجاري في حي فقير بمدينة ماراكايبو (غرب) بولاية زوليا، وقد حاولت ابنته ليساندرا طلب المساعدة لتغطية تكاليف الدفن، غير أن مساعيها باءت بالفشل.

شاهدت الابنة بعينيها جثة والدها تتحلل، بعدما أصبح مقعداً قبل عام بسبب انسداد في الأوعية الدموية، وقد تعذر علاجه على مدى 5 أشهر من مرض الجدري، بسبب النقص الكبير في الأدوية.

وكانت ليساندرا اضطرت قبل عام إلى بيع برادها، كي تغطي تكاليف دفن والدتها بعد ثلاث سنوات من مقتل ابنها الشرطي في 2014.

وتعود هذه المآسي كلها إلى الأزمة الاقتصادية التي تضرب فنزويلا، والتي تسببت في نقص كبير في المواد الأساسية وتضخم وصل إلى حدود قياسية لا معقولة.

وتكلف ترتيبات الدفن ما بين 8 آلاف بوليفار و25 ألفا (130 دولاراً إلى 400) بينما لا يتخطى الحد الأدنى للأجور 29 دولاراً، وهذه الكلفة لا تشمل شاهد القبر أو نفقات حرق الجثة.

وتسعى شركات دفن الموتى أيضاً إلى عصر نفقاتها، إذ إنها لم تعد تشتري محلول "الفورمول" لأشهر عدة آتية، بل يوماً بعد يوم، وأحياناً تكون الأوضاع معقدة أكثر مثل نقص الأسمنت على سبيل المثال.

back to top