روحاني: إدارة ترامب تهدف إلى تغيير نظامنا
• اتهام أممي لطهران بتهريب فحم «الشباب» الصومالية
• إضراب للمعلمين بـ 30 مدينة
وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الإدارة الأميركية الحالية بأنها الأكثر كرهاً لبلاده على مر التاريخ، وقال إن هدفها النهائي تغيير النظام، بينما حمل تقرير أممي اتهامات لطهران بتهريب فحم من الصومال تستفيد من عائداته حركة الشباب الإرهابية.
رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لمقابلة المسؤولين الإيرانيين دون أي شروط لإبرام معاهدة شاملة بشأن عدة ملفات، اعتبر الرئیس الإیرانی حسن روحانی أن الولایات المتحدة لم تشهد حكومة أشد حقداً علی بلاده ونظامها وشعبها من الحكومة الحالیة المستقرة فی "البیت الأبیض".وقال روحاني خلال حفل جامعی بمناسبة السنة الأكاديمية الجديدة في طهران إنّ "واشنطن بدأت حرباً نفسیة ثم أردفتها بحرب اقتصادیة بهدف إطلاق مزاعم حول عدم كفاءة النظام الإیرانی وإزالة المشروعیة عنه لبلوغ الهدف النهائی المتمثل فی تغییر النظام الحاكم فی البلاد".وأضاف: لا يوجد أیّ شك فی أنّ إیران هی المنتصرة وواشنطن هی الخاسرة علی المستوی المحلی والخارجی.
وحضّ روحاني الشعب الإيراني على عدم الشعور باليأس نتيجة الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية ضد بلاده والتي ستدخل حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل.وقال: في المستقبل القريب قد يتجه الوضع نحو الأسوأ، ولكن كل شيء سيكون أفضل بكثير في المستقبل البعيد. وجاء توقع روحاني بأن تتجه أوضاع بلاده التي تئن جراء العقوبات إلى الأسوأ قبيل دخول حزمة العقوبات الأشد والتي تهدف إلى وقف صادرات إيران من النفط بشكل كامل في الخامس من نوفمبر.وفي 8 مايو الماضي، أعلن ترامب، الانسحاب من الاتفاق الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني في الاستخدامات السلمية، كما قرر إعادة العمل بالعقوبات الاقتصادية على طهران والشركات والكيانات التي تتعامل معها وهو ما دفع الشركات الدولية الكبرى إلى قطع علاقتها بطهران وسحب استثماراتها من السوق الإيراني.
مواجهة وتباه
في موازاة ذلك، أكد نائب القائد العام لـ "الحرس الثوري"، العميد حسين سلامي أن قوات الحرس الإيراني، إلى جانب القوات العسكریة الأخرى في البلاد، مستعدة تماما لمواجهة "أي عدو من أي حجم وإلحاق الهزیمة به. وفي الأیام الأخیرة، تم تحقیق انتصارات كبیرة، وباطلاق صواریخ الحرس الثوري الإیراني، عرف العدو ماذا یجري". في إشارة إلى ضربة صاروخية قالت طهران إنها وجهتها إلى عناصر إرهابية بسورية اتهمتها بتدبير اعتداء استهدف استعراضا عسكريا بمدينة الأهواز جنوب إيران أخيراً. وتباهى سلامي بتمرد حركة "أنصار الله" في اليمن وقيامها بشن هجمات بحرية وتدمير سفن لـ "التحالف العربي".وجدد المسؤول العسكري رفض بلاده لدعوات داخلية تطالب بالدخول في مفاوضات جديدة مع واشنطن، وقال إن "التفكیر فی أن التفاوض مع أمیركا هو وسیلة للخلاص، أمر خطیر، ولدینا تاریخ مرّ من هذا التعامل؛ السلوك الأميركی مع حلفائها یظهر مرة أخرى أن هذا البلد یسعى فقط إلي استغلال الآخرین، وأنه لا صدیق له".تهريب فحم
في غضون ذلك، اتهم خبراء من الأمم المتحدة حركة الشباب الصومالية المتشددة، ببيع كميات فحم عن طريق إيران إلى الخارج، من خلال إرساله لمرافئ إيرانية بشهادات منشأ مزورة، بهدف التملص من الحظر الدولي. وحسب مقتطفات من الوثيقة الأممية "منذ مارس 2018، المرفآن اللذان يشكلان الوجهتين الرئيسيتين للفحم الصومالي هما المنطقتان الحرتان في كيش وكيم بإيران".وأوضح الخبراء أن تهريب الفحم "يستند إلى شهادات منشأ مزورة تحمل علامة جزر القمر وساحل العاج وغانا" وبعد ذلك يتم وضع علامة "إنتاج إيران" على الحمولات قبل إرسالها إلى وجهاتها النهائية ولا سيما الإمارات العربية المتحدة وعمان.وحسب وكالة "أسوشييتد برس"، يشير التقرير إلى أن طهران "هي الحلقة الضعيفة فيما يتعلق بتطبيق" حظر توريد الفحم من الصومال. ويعتقد خبراء الأمم المتحدة أن إيران لم تتعاون في معظم الأحيان مع تحقيقاتها.وتحظر الأمم المتحدة تصدير الفحم الصومالي منذ 2012 لقطع مصادر التمويل عن حركة الشباب التي تتقاضى رسوما على كل ما يتم إنتاجه في مناطق سيطرتها بالصومال.وحسب تقديرات الأمم المتحدة "تم إنتاج 3.6 ملايين كيس من الفحم عام 2017" للتصدير، جنت منها "الشباب" عائدات "لا تقل عن 7.5 ملايين دولار".رقابة وتفكيك
وفي وقت يشدد النظام قبضته الأمنية تحسبا لاندلاع موجة احتجاجات ضد تردي الأوضاع المعيشية في ظل الأزمة الاقتصادية، أكد المدعي العام جعفر منتظري أن "السلطة القضائية تواصل مكافحة الفساد في مجال الأجواء الافتراضية الإلكترونية بالبلاد"، مشيراً إلى أن "مجابهة المناوئين للقيم الدينية والاخلاق والمعنويات والأمن ينبغي مواصلتها أكثر مما مضى". وشدد على أن المستجدات في البلاد تفرض التصدي بـ "حزم لأي فساد إلكتروني ضمن الأطر القانونية".في شأن قريب، أعلن وزير الأمن الايراني محمود علوي تفكيك 300 "خلية إرهابية" والقضاء على عناصرها.إضراب وتضامن
في سياق آخر، بدأ المعلمون في نحو 30 مدينة إيرانية، أمس، إضراباً عن التعليم تضامناً مع سائقي الشاحنات المضربين عن العمل، واحتجاجاً على عدم قيام الحكومة بتلبية مطالبهم.وذكرت قناة "صوت الشعب" الداعمة للاحتجاجات في إيران، أن الإضراب تركز في مدارس العاصمة طهران وإقليم فارس وكرمنشاه ولرستان وإيلام ومهران وسنندج وتبريز وأصفهان وكاشان وإقليم كردستان، ومشهد والبرز وكرج وأمل، وأرومية وغيرها من المدن الأخرى.وكتب المعلمون المضربون عن أداء مهامهم "نتضامن مع سائقي الشاحنات. والوحدة والتضامن هما الرمزان الوحيدان لانتصار الشعب الإيراني وتحقيق مطالبه".وتعاني شريحة المعلمين الاضطهاد والتهديد بقطع رواتبها بعد سلسلة احتجاجات نظموها خلال الأيام الماضية للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية جراء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران، والتي أدت إلى انهيار العملة وتراجع القدرة الشرائية للإيرانيين.واعتقلت السلطة القضائية أكثر من 300 سائق من الشاحنات خلال الجولة الأخيرة من الإضرابات، كما طالبت محكمة بمحافظة قزوين بعقوبة الإعدام على 17 من سائقي الشاحنات المحتجزين في المحافظة.
الأمن الإيراني يفكك 300 «خلية إرهابية» والمدعي العام يشدد الرقابة الإلكترونية