الآن هناك استعصاء، وتشكيل حكومي في ثلاث دول عربية، وبالإمكان إضافة دولة عربية رابعة، على اعتبار أن حركة "حماس" اختطفت قطاع غزة عام 2007، وأخرجت منه الحكومة الفلسطينية الشرعية.لم يستطع اللبنانيون تشكيل حكومة جديدة منذ فترة بعيدة، رغم محاولاتهم المتعددة، والسبب الذي يعرفه كل واحد وواحدة في بلاد الأرز هو أن القرار الفعلي لمْ يعد، لا في أيدي "الموارنة" المسيحيين وأحزابهم و"رجالاتهم"، ولا في أيدي أبناء أي فئة، وأي طائفة أخرى من الطوائف المسيحية الأخرى، وهذا ينْطبق على السنة وعلى الدروز، فالجميع غدوا مصادرين ومختطفين من حسن نصرالله، الذي ردد مراراً وتكراراً، ولايزال يردد، أنه مقاتل في "فيلق الولي الفقيه"، الذي لا يقاتل لا في فلسطين ولا في اتجاهها، إنما في سورية والعراق واليمن، وربما في دول عربية أخرى، ولكن بدون إعلان!
المعروف أن العراقيين عالقون الآن في شرك التمزق المذهبي والطائفي، وأن نظام "المحاصصات" لايزال يمنع عادل عبدالمهدي، الذي يقال، والله أعلم، إنه كان مرشحاً بالإجماع لرئاسة الوزراء، من تشكيل الحكومة الجديدة، مع أنه مرّ في مشواره السياسي بأهم المكونات السياسية السابقة واللاحقة: أولاً حزب البعث العربي الاشتراكي، وثانياً الحزب الشيوعي، وثالثاً الطائفة الشيعية بنسختها الإيرانية الممهورة بختم الولي الفقيه وتوقيع جنرال الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.وهكذا فإنه بالإمكان إضافة اليمن (السعيد) إلى هاتين الدولتين، ومعهما "جماهيرية" معمر القذافي، فالحوثيون الذين كانوا تخلوا أو تخلّى بعضهم عن المذهب الزيدي المعتدل الجميل، التحقوا بحوزة قاسم سليماني، لا بحوزة "قم" عند مرقد السيدة معصومة ابنة السيد موسى الكاظم، رضي الله عنه وأرضاه، وأصبح هذا البلد الذي يعتبر منبت العروبة، وهو كذلك، يعيش هذا المأزق التاريخي، ويتعرض لكل هذا الدمار والخراب، ولكل هذه الأوضاع المأساوية.المعروف، إلا لمناكفٍ لا يريد أن يعرف، أن إيران هي التي تقف وراء هذا الانهيار في كل هذه الدول العربية، وأنها تصر على مواصلة السير على هذا الطريق الشائك، وعلى حساب من؟! على حساب لقمة عيش أبناء الشعب الإيراني العظيم، الذي يستحق، بل هو الأولى بالاستمتاع بخيرات بلده، الذي هو بلد عطاء وخيرات بالفعل، والذي من حق أبنائه أن تكون لهم كل هذه الأموال التي تُستنزف على مغامرات الجنرال قاسم سليماني، وعلى أوهام الذين يسعون إلى استعادة ما يعتبرونه أمجاداً غابرة لا هذا العهد هو عهدها، ولا هذا الزمان زمانها.
أخر كلام
من الذي يحول دون كل هذا؟!
15-10-2018