مصر تحتفي بالرسام الإسباني خوان سنتيس أول رسام كاريكاتير في الصحافة العربية
احتفى غاليري «خان المغربي» في القاهرة أخيراً برسام الكاريكاتير الأسباني الراحل خوان سنتيس، بإقامة معرض فني لأعماله ورسوماته بحضور المستشارة الثقافية الإسبانية مونسارات مومان.
ألقى معرض أقامه «خان المغربي» بالقاهرة الضوء على حياة خوان سنتيس الذي يعد أحد رواد الكاريكاتير في الصحافة العربية. أسرة الراحل عاشت في فرنسا، وجاء هو إلى مصر بدعوة من الأمير يوسف كمال لتدريس مادة الحفر بمدرسة الفنون الجميلة عند إنشائها في مايو عام 1908.
رسام الأغلفة
عاش سِنتيس في قلب القاهرة، واختلط بالنخب الثقافية السياسية العربية المختلفة، ليصبح أول رسام كاريكاتير في المنطقة والمعلم في الإصدارات الصحافية المصرية والعربية على مدار أكثر من 40 عاماً من أول القرن العشرين حتى أربعينياته.بدأ عمله الصحافي رسام كاريكاتير في مجلة «الكشكول» عام 1921، وكان يتبع المنهج الفرنسي في رسمه، ويرسم الموضوعات حسب رغبة صاحب المجلة سليمان فوزي.اشتهر برسم النساء الجميلات، وأغلب الظن أنه كان يستوحي رسوماته من وجوه النساء الإسبانيات، وكان أيضاً يرسم الغلاف وصفحتين داخل المجلة بالألوان وأحياناً يستعان به في رسم بعض إعلانات المجلة بالأبيض والأسود. ظل يعمل في «الكشكول» حتى عام 1929فغادرها إثر خلاف مع صاحبها.
وجوه وشخصيات
تنقل سنتيس بعد ذلك من جريدة إلى أخرى حتى أصدرت دار «الهلال» مجلة «الفكاهة»، فكان يرسم لها شخصية الأسبوع، كذلك رسم في «مجلتي» وجوهاً كثيرة للسياسيين في عصره توضح شخصياتهم وأخلاقهم. ونُشرت أعماله في الصحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك مثل «الهلال، وروز اليوسف، والاثنين، وكل الدنيا، وإيماج». وأصدر سِنتيس مجلة باسم «جحا» باللغتين العربية والفرنسية.يحتوي متحف النحات المصري «محمود مختار» على تمثال نحته مختار لأستاذه الإسباني سنتيس، جسد فيه ملامحه وملابسه المميزة برباط العنق.توفي سنتيس في نهاية الحرب العالمية الثانية، ومن أبرز أعماله تصميم إعلان لحفلة لكوكب الشرق أم كلثوم يوم الخميس الأول من أبريل 1937، كذلك رسم صورة للزعيم سعد زغلول.حياة هادئة
قال الفنان طوغان: «تعلمت من رسومات سنتيس فقد كان يرسم الكاريكاتير في مصر قبل أن أمارس هذه المهنة». وأوضح الشاعر والناقد التشكيلي أحمد راسم أن سنتيس كان غير محب للظهور، يقنع بالخلوة إلى فنه، مضيفاً أنه كان يبحث قبل كل شيء عن النواحي الخفية المضحكة في الشخصية التي يود أن يتناولها بريشته، وعما خفي من نقاط الضعف في روحها، ثم يجلي عن ذلك كله بمقدرة فائقة تنتزع الإعجاب، وهذا ما ميزه وجعله فناناً حقيقياً. والممثلون على مسرحه يظهرون دائماً في جو من الاتزان يسمح لهم باستخلاص أكبر قسط من الهزل».
سخر من الحرب العالمية الثانية ورسم أغلفة مجلات «روز اليوسف والكشكول والهلال»