تتمحور الدورة الخامسة والعشرون من «صالون الكتاب الفرنكفوني» في بيروت حول مسائل عدة من بينها: العلمانية وإعادة كتابة التاريخ، والأزمات الإقليمية، والتلاعب بالإعلام، والعائلة والشباب، والفن والثقافة وغيرها... وتشارك فيه نحو 60 دار نشر، فضلاً عن مكتبات وجامعات ومعاهد وجناح لدور نشر عربية تتولى ترجمة مؤلفات من الفرنسية إلى العربية ومن العربية إلى الفرنسية.يستضيف «صالون الكتاب الفرنكفوني» 180 كاتباً من بلدان مختلفة، إضافة إلى تقديمه خمس جوائز أدبية، وتنظيم أمسيات موسيقية (تحييها الجامعة الأنطونية) وسينمائية، والتعاون مع مهرجان أرصفة زقاق، وعقد محاضرات وطاولات مستديرة ولقاءات ثقافية وسياسية واجتماعية، فضلاً عن قراءات للممثل ستانيسلاس نورداي لنصوص للكاتب إدوار لويس.
اللافت هذا العام أن نائبة رئيس المجموعة الفرنسية في بلجيكا ووزيرة الثقافة الدا غريولي ستحضر حفلة الافتتاح، وستوقع خلال زيارتها لبنان اتفاقاً مشتركاً للإنتاج السينماتوغرافي بين حكومة المجموعة وحكومة لبنان، يقدم فوائد للطرفين ويهدف إلى توطيد العلاقات السينمائية في مجال الإنتاج المشترك.
80 ألف زائر
«تعتبر هذه أهم مناسبة ثقافية في لبنان، لأنها تستقبل زهاء 80 ألف زائر على مدى 10 أيام، وتشكل مكاناً للنقاش وتبادل الأفكار من دون محظورات آخذة في الاعتبار تأمين تنوع الآراء»، أكد السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه في خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد لإعلان انطلاق صالون الكتاب الفرنكفوني، مشيداً بالمفكر أنطوان صفير الذي رحل أخيراًوأسهم من خلال كتاباته في فهم أفضل للعالم العربي، وقال: «نحن مثله نسير على الهدف نفسه، أي نشر الكتب كوسيلة لهدم التعصب والانطواء ولبناء قيم الفكر والحرية والانفتاح على الآخرين»، لافتاً إلى أن المعرض سيستقبل هذه السنة نحو 20 ألف طالب من المدارس الخاصة.شارك في المؤتمر الصحافي كل من لين طحيني ممثلةً وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور غطاس الخوري، وسفيرا سويسرا مونيكا كورغوز، وبلجيكا هوبار كورمان، والمدير العام التنفيذي لبنك البحر المتوسط راوول نعمة، وممثلة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية ميراند خلف، وممثلة صحيفة «لوريون لوجور» هنا الجميل، وممثل نقابة مستوردي الكتب بيار صايغ، ومستشارة وزير الإعلام اليسار نداف جعجع، ومجموعة من الإعلاميين وممثلي دور النشر.حوار الثقافات
«يهدف «صالون الكتاب الفرنكفوني» إلى نشر التعدد اللغوي والثقافي الموجود في لبنان، وهو واجهة استثنائية لمناقشة الأفكار الديناميكية والحديثة حول مختلف المواضيع»، أوضحت لين طحيني في كلمتها في المؤتمر الصحافي، معتبرة أن هذه الأمور كلها تندرج في صلب مهام وزارة الثقافة التي هي أحد أكثر المدافعين عن الفرنكفونية وعن القيم التي تجسدها، «وهذا ما بينه التزامنا خلال القمة الفرنكفونية في يريفان حيث حصلنا على الضوء الأخضر لإقامة المكتب الإقليمي لمنظمة الفرنكفونية في بيروت، بعد معركة طويلة الأمد ساندتنا فيها مؤسسات الدولة اللبنانية، وخصوصاً رئاسة الجمهورية».أضافت: «لا يمكن أن ننظر إلى هذا المعرض من دون أن نركز على دور الفرنكفونية في تشجيع الحوار بين الثقافات وإسهامها في إعطائنا لغة مشتركة غنية وثقافة عريقة، هدفها التقريب بين مختلف الثقافات ومد جسور المعرفة والتواصل والتقدم، هذه الثقافة تشبه لبنان واللبنانيين وتعتبرها وزارتنا قيمة بحد ذاتها وتحرص على تحصينها لأن حجم لبنان يقاس بمعرفة أبنائه وانتشارهم وتفاعلهم مع العالم».ختمت: «مساندة الكتاب والنشر الفرنكفوني هو من صلب أولوياتنا، ولدى وزارة الثقافة صندوق لدعم الكتاب من أجل دعم الإنتاج الأدبي اللبناني».تواقيع كتب وندوات
اعتبر المدير العام التنفيذي لبنك البحر المتوسط راوول نعمة أن «الدعم الذي يقدمه البنك لهذا الحدث الثقافي الكبير منذ أكثر من 18 سنة، يظهر التزامنا إلى جانب فرنسا والمجتمع اللبناني للحفاظ على الإرث الثقافي الفرنكفوني في لبنان وتطويره». بدورها ذكرت ملكة لحود باسم نقابة مستوردي الكتب أن ثمة ناشرين جدداً ودور نشر ومؤلفين سيوقعون كتبهم في هذا المعرض الذي أصبح موعداً ينتظره اللبنانيون ومحبو القراءة والمثقفون بشغف. أما نشاطات الوكالة الجامعية الفرنكفونية، بحسب ميراند خلف، فتتضمن تنظيم طاولة مستديرة حول الحوار بين الثقافات في جامعة الحكمة (7 نوفمبر) يتحدث فيها الدكتور سليم الصايغ، وإعلان «جائزة غونكور خيار الشرق» عند الثالثة من بعد ظهر 9 نوفمبر في حضور ممثل أكاديمية غونكور طاهر بن جلون وفيرونيك اولمي التي نالت «جائزة غونكور خيار الشرق» 2017، وتنظيم لقاء أدبي مع الأخيرة حول كتابها «بخيتا» عند السادسة من مساء 10 نوفمبر.سويسرا وبلجيكا
قالت سفيرة سويسرا لدى لبنان مونيكا كورغوز إن مفكرين سويسريين سيشاركان في المعرض هما: الكاتبة ساندرا شاردونيز ومارك عطالله، سويسري لبناني وباحث في جامعة لوزان وصاحب مؤلفات وأبحاث عالمية وناشر كتب، سيلقي محاضرة الأحد 4 نوفمبر تحت عنوان «ألعاب الفيديو، أعلام القرن 21».أما بلجيكا فتشارك للسنة الخامسة والعشرين في المعرض من خلال جناح يضم 15 دار نشر بلجيكية فرنكفونية في المجالات العلمية والجامعية والحقوقية والاقتصادية والطبية والهندسية والفن والغذاء.