التناقض في قصر «اليد» وبعد النظر!

"العين بصيرة واليد قصيرة"... أبسط ما يمكن أن نصف به القرارات الأخيرة للجنة المسابقات في اتحاد كرة اليد، الذي صدم الشارع بضعف العقوبات المتخذة في حق اللاعبين المعتدين على رجال الأمن، والتي استنكرها الصغير قبل الكبير.

الغريب في القرارات أن الاتحاد الكويتي لكرة اليد عالج ما يمكن أن يحدث في المستقبل، وكف يده عن الحاضر، حيث أرسلت لجنة المسابقات بالاتحاد تعميما إلى الأندية يتوعدها بالويلات والشطب والغرامات في حال اعتدى أي لاعب على رجال الأمن، في الوقت ذاته كانت يده قصيرة و"حنونة" على لاعبي كاظمة المتسببين في أحداث مباراة فريقهم أمام العربي، حيث اكتفى الرئيس وأعضاء اللجنة بإيقاف سالم عبدالسلام 4 مباريات وغرامة 200 دينار، لما بدر منه تجاه الحكم!

ووجهت اللجنة إنذارا نهائيا إلى لاعبي كاظمة ناصر بوخضرا وأحمد مراد ومهدي القلاف وإبراهيم الأمير، والغريب في الأمر أن اللجنة لم تذكر أسباب الإنذار النهائي.

والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا: هل من المنطق والمعقول أن ترفض لجنة المسابقات احتجاج العربي على اللاعب سالم عبدالسلام، بحجة أن الحكم لم يشاهد الواقعة لاختلاط الحابل بالنابل، لاسيما أن الاحتجاج كان واضحا، وهو عن مشاركة اللاعب رغم قرار طرده بكرتين، باختصار الاحتجاج ليس له ارتباط بواقعة الاعتداء لا من قريب ولا بعيد!

والأمرّ في قرارات "المسابقات" المبهم أن من صاغها أقحم جملاً في الكتاب المرسل الى العربي لا محل لها من الإعراب، حين ذكر "ومن حق أي لاعب أن يعبر عن فرحته بالهدف دون أن يقوم بحركات غير لائقة، وهذا ما قام به لاعب كاظمة"... "شلوون، بصوت عبدالناصر درويش"!

أما فيما يخص مجلس إدارة نادي كاظمة، صاحب المبادئ والقيم النبيلة، والذي يحبذ أن يأخذ كل صاحب حق حقه، ولا يخشى في الحق لومة لائم، فقد أصدرتم بيانا لاستعطاف وزارة الداخلية للتنازل عن حق أحد منتسبيها الذي تعرض للضرب، وحركتم الوساطات من أجل الإفراج عن اللاعبين المحتجزين، ووعدتم بأخذ كل التدابير بحقهم، كون الأندية تهتم بالأخلاق قبل الرياضة، لكن يبدو أن حالكم كحال الاتحاد عين بصيرة ويد قصيرة، ونسيتم أن لكم دورا تربويا ينتظره الشارع.

.

في حين طلبتم تأجيل مباراة فريقكم الأول أمام خيطان في الجولة الخامسة من الدوري، بسبب الظروف القهرية، كما جاز لكم تسميتها، التي يمر بها الفريق، والحالة النفسية السيئة، وغياب اللاعبين الأساسيين بسبب المشكلة!

نتمنى ألا تنتهي الأمور ببيان شجب واستنكار ورفض لما دار...! أين عقوبتكم المستحقة على اللاعبين أم أن الأوضاع حاليا باتت مختلفة وصوت الانتخابات في الأندية والاتحادات بات غالبا على صوت الحق؟

سؤال أخير: لو كان ناديكم هو المتضرر أو أن من تسبب في الأحداث كان من الفريق المنافس في المباراة هل كان سيكون هذا تصرفكم؟