مصر وروسيا توقّعان اتفاقية استراتيجية للتعاون الثنائي

شهدت القمة المصرية - الروسية في مدينة سوتشي، أمس، تأكيدا جديدا على علاقات التعاون المتميزة بين البلدين، وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين: لقد كللت جهودنا المشتركة في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة. وناقشت القمة ثلاثة مطالب مصرية وافق بوتين على الاستجابة لها قريبا، وهي: عودة تشغيل خطوط الطيران المنتظمة بين المدن الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة لاستعادة السياح الروس، وتسريع مشروع مشترك لبناء محطة توليد كهرباء بالطاقة النووية في مدينة الضبعة على ساحل البحر المتوسط، وإنشاء منطقة صناعية باستثمارات روسية شرق بورسعيد. بينما عرض بوتين تزويد الجيش المصري بأسلحة حديثة تنتجها بلاده.

وأعرب السيسي عن سعادته بالإنجازات التي تحققت «وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة، وهو المشروع الذي يعد من دون شك، عنوانا لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين، إضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد، الذي ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين، من مرحلة التبادل التجاري إلى مرحلة التعاون في التصنيع».

تفادي التصعيد

وأضاف السيسي أن المباحثات تطرقت للوضع في سورية، حيث «اتفقنا على العمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سورية، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولا إلى حل سياسي شامل، يحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية».

وأعلن بوتين أنه تم الاتفاق على تبادل المعلومات في مجال مكافحة الإرهاب فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، وتطرقت المناقشات للأوضاع في سورية وليبيا والقضية الفلسطينية.

وأضاف أن المباحثات شملت أيضا العلاقات الاقتصادية، موضحا أن هناك تطورا فى هذا الإطار، حيث ارتفعت نسبة معدل التبادل التجارى حتى منتصف 2018 بنسبة 20 في المئة. وتعهد بوتين بضخ 7 مليارات دولار كاستثمارات في المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد، وقال إن الرحلات الجوية الروسية ستعود إلى الغردقة وشرم الشيخ في أقرب وقت.

وأضاف أنه اتفق مع الرئيس السيسي بشأن العديد من القضايا، مشيرا إلى توقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع مصر. وقال: إن حجم التبادل التجاري زاد بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، وأضاف: «نأمل أن تفتح أسواقا جديدة مع مصر».

وأشار بوتين إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الضخمة مع مصر، وخاصة في مجال النقل وشراء عربات قطارات.

7 مليارات دولار

كما أشار إلى إنشاء المنطقة الصناعية الجديدة مع مصر في بورسعيد، وأكد أنه من المخطط أن تبلغ الاستثمارات أكثر من 7 مليارات دولار، وتوفير فرص عمل لأكثر من 35 ألف شخص بتلك المنطقة.

وأشار بوتين إلى أن البلدين يعملان حاليا على تطوير التعاون في مجالات الصناعة، لافتا إلى مشروعات الضبعة النووية والمدينة الصناعية الروسية بمنطقة قناة السويس، وغيرها من المشروعات الصناعية العملاقة، وأكد تعاون مصر في المجالات العسكرية والاقتصادية على مدار عقود.

وأشاد الرئيس الروسى بالتنسيق القائم بين مصر وروسيا على صعيد عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما أشاد بدور مصر الإيجابى في النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وحرصها على التوصل إلى حلول سياسية لتلك النزاعات.

وأعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أنه تم عرض فيديو خاص لمجموعة من الأسلحة والمعدات العسكرية على الرئيس السيسي خلال زيارته إلى سوتشي، مشيرا إلى أن هذه المعدات قد تشتريها القاهرة في المستقبل، إضافة إلى عرض سيارات جديدة من طراز «أوروس»، المصنوعة بموجب مشروع «كورتيج» لسيارات «الكرملين» والحكومة الروسية أخيرا.