سعد حزين
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
تفسيري لحقائق العم "بو بدر" لا يحتمل التكذيب، فالدولة ممثلة بالحكومة أو بالحكومات المتعاقبة تعمدت التخلص من المسرح الحقيقي، وسعت جاهدة إلى خلق الخشبة التي لا يقدم فيها سوى السخرية الفجة والتعليقات الإيحائية باستثناء القليل والقليل جدا من الأعمال المحترمة.هذا الإخماد المتعمد للمسرح الحقيقي الهادف وإن اختلفنا مع محتواه هو سياسة عامة متبعة في كل قطاع ومجال واتجاه، فالمسؤولون يعتقدون أنهم بهذه التصرفات يصنعون لأنفسهم درعا واقية من النقد والهجوم، وهو أمر غير صحيح، بل إن عكسه هو ما يحدث تماما.فمحاولة صنع مجتمع جاهل لا يفهم معاني النقد، ولا يستوعب اختلاف الأفكار، ولا يتحمل الاعتراف بالخطأ (وهو الواقع الفعلي الذي تطبع به الكثير من الناس في المجتمع اليوم) عواقبه ستكون أشد ألما على أي سلطة أو إدارة، فأن تختلف مع شخص واع أفضل بمراحل من أن تختلف مع شخص عكس ذلك، وإن كان هذا القمع المنتهج يؤجل المواجهة فإنه لن يلغيها بكل تأكيد، وهو ما يحدث اليوم هنا وهناك.إن محاولة صناعة مجتمع غير واع أو أحادي التوجه والأفكار من خلال منع كل فكرة وكل رأي وكل سلوك لا ينسجم مع توجهات المسؤول هو ما أوصلنا إلى الحال التي نحن عليها اليوم من ضيق في الأفق، وتراجع حاد في الحريات، وجهل واضح للحقوق، وهو الذي أوصلنا إلى تلك الصراعات البذيئة التي نشاهدها كل يوم بين أفراد المجتمع، والسبب ببساطة أن الحكومة تعتقد أنها بذلك قامت بحماية نفسها إلا أن الحقيقة هي أنها صنعت مجتمعاً خطيراً جداً على نفسه قبل غيره.