الأفلام المصرية تنتظر رأس السنة والسينما الأجنبية تحصد الإيرادات
رغم الإيرادات الجيدة التي حققها فيلما «يوم الدين» و«عيار ناري» خلال موسم الخريف، فإن غالبية صانعي السينما لا يخططون لطرح أي أعمال سينمائية مصرية جديدة بانتظار موسم رأس السنة وإجازة نصف العام في يناير المقبل، علماً بأنهم انتهوا من تصوير عدد من المشاريع.
لا تزال الأفلام المصرية الموجودة في الصالات تحقق إيرادات جيدة، تراوحت بين ستة و10 ملايين جنيه أسبوعياً خلال الشهر الأخير، علماً بأن الأعمال الأجنبية تحقق ضعف هذا الرقم تقريباً في شباك التذاكر، إذ تشهد انتعاشة كبيرة رغم الخضوع لقرار عدم طرحها بأكثر من ثماني نسخ.ولم تشهد هذه الفترة طرح أي أفلام مصرية جديدة، ليبقى الاستثناء الوحيد «كدبة بيضا» الذي فشلت الشركة المنتجة في عرضه خلال الفترة الماضية لأسباب توزيعية في ظل رغبتها في إطلاقه بأكثر من 30 داراً، من ثم كان الفيلم المصري الوحيد المطروح خلال شهر أكتوبر.أبرز الأفلام المؤجل عرضها «122» الذي خرج من سباق عيد الأضحى الأخير رغم جاهزية نسخه، إذ فضل منتجه سيف عريبي إرجاء عرضه حتى إجازة نصف العام لرغبته في حصد إيرادات جيدة، لا سيما أن ميزانيته كبيرة نسبياً.
كذلك قرر المنتج أحمد السبكي عدم طرح «ساعة صفا» الذي يشكل البطولة السينمائية الأولى لأحمد فتحي، مفضلاً إرجاءه إلى بداية العام المقبل، علماً بأنه مؤجل منذ أبريل الماضي لأسباب توزيعية. كذلك لم يختلف الوضع كثيراً بالنسبة إلى «قرمط بيتقرمط» لأحمد آدم، إذ أبعد السبكي تصوير المشاهد الأخيرة منه إلى موعد اقتراب عرضه في بداية 2019، علما بأن تصويره انطلق قبل أكثر من عام.أحد الأفلام المؤجلة أيضاً «قصة حب» الذي يجمع بين هنا الزاهد وأحمد حاتم. تدور أحداثه في إطار رومانسي اجتماعي وأنجز تصويره أخيراً، فيما لم تحدد الشركة المنتجة ما إذ كانت ستطرحه تزامناً مع احتفالات عيد الحب أو خلال إجازة نصف العام.
فترة «ميتة»
قال الناقد أسامة سليمان إن ثمة مشكلة في العملية الإنتاجية مرتبطة باعتبار هذه الفترة من العام «ميتة» على مستوى الإيرادات، من ثم حتى لو أن الفيلم متواضع في ميزانيته فلن يطرحه المنتج رغم وجود فرص جيدة له لتحقيق أرقام مرضية، لافتاً إلى أن العرف جرى بين المنتجين والموزعين على أن تبقى هذه الفترة بلا أعمال جديدة مع وجود استثناءات محدودة.وأشار إلى أن المهتمين بدخول دور العرض خلال هذه الفترة تتوافر لهم الأفلام الأجنبية، خصوصاً أنها كثيرة ومتتابعة، لافتاً إلى أنه ربما يعرض «ليل داخلي» مستفيداً من الدعاية التي سينالها عبر عرضه في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة.وأضاف سليمان أن حالة الزخم الحقيقية في السينما تكون من خلال بانوراما الفيلم الأوروبي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيراً إلى أن انطلاقهما بشكل متعاقب خلال الشهر المقبل يعزز الإقبال على الصالات السينمائية، لا سيما مع الأعمال المتميزة.اعتقادات خاطئة
قال الناقد محمود قاسم إن السينما المصرية تدفع ثمن اعتقادات خاطئة لدى كثير من صانعيها، أحدها أن ثمة مواعيد محددة يمكن خلالها تحقيق إيرادات كبيرة أو جذب الجمهور، وهو أمر غير صحيح، مشيراً إلى أنه في الماضي كانت الأفلام تُطرح طوال العام وليس في المواسم فحسب.وأضاف قاسم أن هذه النظرة تجعل الإنتاج السينمائي يتأثر من ناحية الكم، فالمنتج لن يفكر في الشروع بمشروع جديد وهو لديه فيلم لم يعرض بعد، خصوصاً إن كانت شركته لا تمتلك رفاهية تولي أكثر من عمل في الوقت نفسه، علماً بأن ذلك ينطبق على غالبية الشركات الراهنة