في رحاب الإمام السجاد مع ابنتي أمل
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
في هذه الخطبة لم يكتف الإمام السجاد بتعريف نسبه من جانب الأب، لكنه عرج على ذكر نسبه من جانب الأم أيضاً، وعلى غير عادة العرب، فقال "أنا ابن عديمات العيوب أنا ابن نقيات الجيوب، أنا ابن من كسا وجهها الحياء، أنا ابن فاطمة الزهراء وسيّدة النّساء، وابن خديجة الكبرى"، وكأنه أراد بذلك حبس أنفاس الناس عن عظم ما فعلوه تمهيداً لسؤال لا يستطيع معه المسؤول الإجابة عنه، لذلك كان وقع سؤاله عن سبب قتل أبيه الإمام الحسين كالصاعقة على رأس المسؤول. الحقيقة وأنا أتمعن في قراءة هذه الخطبة ورغم محاولاتي الكثيرة في دراسة هذه الحقبة من التاريخ ما زلت لا أفهم كيف لأمة محمد، وفي عهدها القريب من النبوة "القرن الأول من الهجرة" استطاعت أن تبرر لنفسها قتل سبط النبي وسبي عياله، والأمر الثاني هو حجم التضليل الإعلامي الذي دعا السجاد إلى التعريف بنفسه "أعرفكم بنفسي" رغم المصيبة والهوان الذي تعرض له، أما الأمر الثالث عدم توجيه حديثه إلى يزيد إلا في آخر الخطبة بسؤاله عن سبب قتل أبيه، وكأنه اكتفى بما قالته عمته زينب بنت علي بن أبي طالب وابنة فاطمة الزهراء بنت محمد النبي الأكرم.بعد هذا السرد المختصر للغالية أمل، همزت في أذنها بهذه العبارة "اليوم وفي ظل هذا البحر الهائج وما يحمله من جنون وإعلام مضلل نظل نرتقب كلمة الحق وحكمة العاقل، وما بينهما من أمل قد يجنب المنطقة شر حوادث الأيام، فالعالم مليء بالمؤامرات، والربيع العربي أصبح كابوساً، لكن مازال هناك بقية لحفاة يسيرون عليه". حفظ الله الكويت من كل مكروه.ودمتم سالمين.