الروس يحققون بدوافع مجزرة القرم وبوتين يلوم «العولمة»
والدة الجاني عضو بـ«شهود يهوى»... ومخاوف من تكرار الحادث
غداة جريمة وصفت بأنها غير مسبوقة في روسيا، سعى المحققون الروس أمس لمعرفة دوافع المجزرة التي نفذها طالب في معهد تقني في "كيرتش" بشبه جزيرة القرم حيث قتل 19 شخصاً قبل أن ينتحر.وفي حين لا تزال دوافع المجزرة مجهولة، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها نتيجة لـ"العولمة".وقال بوتين: "هذا نتيجة العولمة، على شبكات التواصل الاجتماعي، على الإنترنت. نرى أن مجتمعاً بأكمله تشكل، بدأ كل شيء مع الأحداث المأساوية في المدارس الأميركية".
وفي وقت سابق، صرح رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف بأن منفذ المجزرة طالب حصل على منحة لمتابعة دروسه في المعهد، ولم يسبق أن أبدى أي سلوك عدائي من قبل.ورجح في تصريحات أن يكون المجرم نفذ الهجوم بمفرده، لكنه شكك في أن "يكون قد أعد للهجوم بمفرده".وأفادت مصادر في الأجهزة الأمنية بأن الشاب حصل على رخصة لحمل السلاح بصورة قانونية بعد أن اجتاز بنجاح كل الاختبارات النفسية المطلوبة، في حين يسعى المحققون لمعرفة ما إذا كان هناك شركاء له في الهجوم، والتثبت مما إذا كان تحرك "تحت تأثير" شخص أو مجموعة. وأظهرت لقطات من كاميرا مراقبة الطالب وهو يشتري رصاصات قبل أيام من المجزرة. وقالت وسائل إعلام روسية إن الجاني، 22 عاماً، اشترى 150 رصاصة.وفي غياب رواية رسمية، سرت التكهنات في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي حول شخصية وظروف القاتل الذي عرفت عنه السلطات باسم فلاديسلاف روسلياكوف وكان عمره 18 عاماً.وبحسب تقارير، فإن الشاب "نشأ في عائلة فقيرة"، والده مُقعد منفصل عن والدته التي تعمل في عيادة طبية وتنتمي إلى طائفة "شهود يهوه" المحظورة في روسيا باعتبارها "متطرفة".وشبهت عدة وسائل إعلام المجزرة في "كيرتش" بعملية إطلاق النار التي أوقعت 13 قتيلاً في مدرسة في الولايات المتحدة عام 1999، لاسيما أن صوراً نشرت على الإنترنت على أنها صور القاتل في كيرتش تظهره يرتدي ملابس مماثلة لملابس غريك هاريس، أحد منفذي "مجزرة كولومباين".وذكرت التقارير أن القاتل "كان يتنقل من قاعة إلى قاعة، وعلى غرار مقاتل متمرس من القوات الخاصة، كان يلقي قنبلة يدوية قبل أن يدخل وهو يطلق النار على الناس من بندقية".وقامت قوات من الحرس الوطني والجيش والشرطة خلال الليل بتطويق "كيرتش"، في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، وسط شكوك بقدرة موسكو على ضمان الأمن في المنطقة الجديدة.وقام السكان بوضع أزهار وإضاءة شموع على الرصيف تكريماً لذكرى القتلى. وقال أحدهم: "خسرنا جميعا أقرباء لنا من أبناء كيرتش! نريد الآن أن نعرف الحقيقة".