كتب نائب القنصل البريطاني في الميناء الإيراني لنجة بتاريخ 5 أغسطس 1913م رسالة مطبوعة باللغة الإنكليزية تحت عنوان "ملاحظة مكتبية"، ذكر فيها أن صالح بن فلاح أبلغه بأنه علم أن الصوماليين الأربعة نقلوا "البَلَمْ" إلى جزيرة هندورابي، ثم إلى ميناء كلات الإيراني. وهناك قام شيخ المدينة بسجنهم لعدة أيام، بسبب شكوك حولهم، لكنه تركهم يرحلون، بعد أن اقتنع بأن النوخذة الذي يعملون معه تخلى عنهم. ويقول نائب القنصل إنه تم ترشيح صالح بن فلاح ليذهب إلى كلات، للتحقق من هذه المعلومات بنفسه، وإنه سيزوِّده برسالة لخان بهادور أغا بدر شيخ كلات تؤكد ضرورة التعاون مع بن فلاح. وإليكم نص الرسالة بعد الترجمة:
"أبلغني صالح بن فلاح بأنه سمع أن الصوماليين أخذوا البلم إلى جزيرة هندورابي، ومن ثم إلى كلات، التي شعر شيخها بالشكوك، وأمر بسجنهم لعدة أيام، لكنه في النهاية قبل قصتهم من أن نوخذهم تخلى عنهم، فقام (شيخ كلات) بإطلاق سراحهم. ولقد تمَّت تزكية صالح (بن فلاح) للذهاب إلى كلات بنفسه، للتحقق من هذه المعلومات، وتم تزويده برسالة إلى خان بهادور أغا بدر، الذي هو الآن يتجول على ساحل شبكوه، لمساعدته". وبتاريخ 6 أغسطس، كتب القنصل رسالة أخرى يقول فيها إن صالح بن فلاح لا يميل إلى الذهاب إلى كلات، وإنه يطلب التحقق من أمر البلم، الذي وصفه بن فلاح بدقة كاملة. ووعد القنصل بن فلاح بأنه سيعمل على ذلك. تقول الرسالة (بعد الترجمة): "لا يميل صالح بن فلاح إلى الذهاب إلى كلات، وطلب مني أن أتحقق من أمر البلم، فوعدته بذلك، وقد زوَّدني بالوصف التالي للبلم ومحتوياته: بلم من النوع البصراوي بشراع واحد، وماشوة صغيرة، وأربعة....، ومرساتان، وخزان ماء خشبي، وصندوق خشبي. ومواد أخرى في البلم: 5000 روبية فضية، و50 جنيهاً ذهبياً، ولؤلؤة وزنها 11.30 وقيمتها 300 روبية، وصدفة بها لؤلؤة قيمتها 100 روبية، وأربعة بشوت (أو عباءات)، وعشرة أكياس رز حجم النصف، وكيس رز، وثماني صفائح دهن، ونصف صفيحة سمن، وخمسة أكياس قهوة، وأربعة أوانٍ نحاسية للطبخ، وأربعة دلال قهوة، وبندقية من نوع ام اتش و18 رصاصة، وطقم واحد من المفلاق لفتح اللؤلؤ". وبعد يوم واحد، تسلم القنصل البريطاني في لنجة رسالة من خان بهادور أغا بدر يفيده فيها بأن البلم موجود في كلات، وأن الصوماليين الأربعة رحلوا إلى لنجة. وعلى إثر ذلك، قام صالح بن فلاح من فوره بعمل الترتيبات للذهاب إلى كلات، وفي الوقت نفسه وصل إلى لنجة البوم الذي يقوده النوخذة عيسى بن قطامي، الذي يشارك في البحث عن المجرمين. وقد أفاد عيسى بن قطامي بأنه عثر على البلم في كلات، وأنه كان خالياً تماماً، وأنه علم أن الصوماليين رحلوا إلى لنجة. نتوقف عند هذا الحد في مقال اليوم، ونُكمل القصة في المقال المقبل، إن شاء الله.
أخر كلام
وثيقة لها تاريخ : «بن فلاح» يقول إن البَلَمْ في كَلَاْت و«بن قطامي» يقول إن الصوماليين رحلوا إلى لنجة
19-10-2018