خالد منيب: لم أغضب من الجمهور عندما اتهمني بتقليد عامر منيب

لماذا قررت دخول مجال الغناء؟

منذ طفولتي أعيش في أجواء موسيقية بسبب ترددي الدائم على عمي الراحل عامر منيب، وزيارتي المتكررة له في الاستوديو. ورغم أنني كنت شخصية خجولة في طفولتي ولم أملك الشجاعة الكافية للغناء إزاء زملائي في المدرسة، فإن الأمر تطور مع السنوات وشاركت في حفلات المدرسة الغنائية بالمرحلة الثانوية، وشعرت بأن موهبتي بدأت تتطور. مع الوقت، وفي كل مرة كنت أشارك فيها بحفلة، كنت أشعر باكتساب مهارات وثقة أكبر.

هل كان لوالدك تأثير في خروج موهبتك إلى النور؟

أدى والدي دوراً كبيراً في مساعدتي، فرغم عدم حماسته في البداية لهذه الخطوة، خصوصاً أنه ابتعد عن الفن منذ وفاة عمي، فإنه ساعدني بعدما استمع إلى الأغنية التي كتبتها كرسالة إلى عمي ولحنتها ووزعتها. ومن هنا، بدأت فكرة إطلاق أغنية جديدة وتقديم نفسي للجمهور كمطرب.

انطلاقة ومساعدة

هل يساعدك والدك في انطلاقتك؟

أدين لوالدي بفضل كبير، وهو وعدني بأن يساعدني كما ساعد عمي في نجاحه. وما يجهله كثيرون أن والدي يملك صوتاً جيداً ولكنه فضَّل العمل مع عمي الراحل عامر منيب في إدارة أعماله بدلاً من أن يغني، وخبرته السابقة ستفيدني كثيراً، خصوصاً أنه عمل منتجاً منفذاً أيضاً ولديه خبرة طويلة في هذا المجال، فضلاً عن علاقاته وصداقته مع الشعراء والملحنين داخل الوسط الفني.

لكن دراستك لا علاقة لها بالفن والغناء.

درست الإعلام والتسويق والهندسة الصوتية والتوزيع، وهي أمور ستساعدني كثيراً في المستقبل.

عرفك الجمهور من مقطع فيديو مباشر نشره الشاعر تامر حسين. كيف جاءت هذه الخطوة؟

أعجز عن وصف حجم السعادة التي عشتها بعد نشر هذا الفيديو، خصوصاً أنني كنت أغني مباشرة من دون أي مؤثرات صوتية، وقرأت تعليقات كثيرة إيجابية. والحقيقة أن تامر حسين هو سبب معرفة الجمهور بي، وهو صديق والدي، وسنتعاون في المستقبل سوياً بالتأكيد في أعمال مميزة، فهو شاعر مميز وله أغانٍ لافتة وأتمنى أن أغني من كلماته.

اتهام وتشجيع

هل شعرت بضيق من اتهامك بمحاولة تقليد صوت عمك عامر منيب؟

لم أغضب لأنني أتفهم الأمر، والحقيقة أن صوتي يشبه صوته بشدة، وأدرك أنني سأعاني هذا الأمر لفترة حتى يتأكد الجمهور أنني لا أحاول تقليده بل هو صوتي الحقيقي. عموماً، لم أفكر في استغلال اسمه، وأعتمد بشكل كامل على نفسي كشاعر وملحن وموزع وليس مطرباً فحسب.

سجلت أغنية ستطرح في الذكرى السنوية المقبلة لرحيل عمي بعنوان «مفيش كلام يتقال» وهي إهداء مني له، واعتبرها رسالة تعبيراً عن حبي الشديد له وتعلقي به، فعلاقتي معه كانت قوية وهو أسهم في تشكيل شخصيتي.

حدثنا عن علاقتكما.

كانت علاقة عائلية ممتازة، وكنت قريباً منه لدرجة أنه كان يقول لبناته إنني شقيقهن الذي سيكون معهن باستمرار. تعلمت منه كثيراً على المستوى الإنساني، فالطريقة التي كان يتعامل بها مع المحيطين به ومع النجومية التي حققها في مسيرته الفنية جعلتني أعرف قيمة التواضع. كذلك كان دائم النصح لي بالحفاظ على ممارسة الرياضة.

هل شجّعك على الغناء؟

منحني عمي الفرصة لأرافقه إلى الاستوديو خلال التسجيل وحضور حفلاته، ما شجّعني على الغناء. صحيح أنه توفي وعمري 13 عاماً، إلا أن الأمور التي تعلمتها منه في تلك الفترة أسهمت في تشكيل حياتي بعد ذلك، ومنحتني فرصة تعلم العزف على أكثر من آلة موسيقية.

حدثنا عن أغنيتك «التقل مزاج».

الأغنية شبابية، وبذلت مجهوداً في تحضيرها لتقدمني للجمهور بشكل جيد. كتبت كلماتها سلمى رشيد ولحّنها ووزّعها «مينو»، وفي رأيي تصويرها كفيديو كليب بعدسة المخرج عماد قاسم أضاف إليها كثيراً. والحمد لله تعليقات الجمهور عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاءت إيجابية.

في ظل سيطرة الأغاني المنفردة، هل يفكر خالد منيب في أن يطرح ألبوماً كاملاً؟ يقول في هذا المجال: «في الوقت الحالي لن أطرح ألبوماً غنائياً، بل سأكتفي بأغانٍ منفردة أطلقها بين الحين والآخر. والشهر المقبل تخرج إلى النور الأغنية المهداة إلى عمي التي تحدثت عنها».