رشاد: علاقة وثيقة بين العلاج النفسي والفن

نشر في 20-10-2018
آخر تحديث 20-10-2018 | 00:00
الخالدي مكرما رشاد
الخالدي مكرما رشاد
شرح استشاري علم النفس الإكلينيكي، بمجمع الصحة النفسية بالدمام، د. محمود رشاد، في محاضرة "العلاج النفسي بالسرد"، العلاقة بين الدراسة العلمية للسلوك الإنساني والأدب، مشيرا إلى أن العلوم بشكل عام تهدف لتحقيق الرفاهية للإنسان، في حين يسعى علم النفس أيضا لتحقيق الرفاهية النفسية من خلال الصحة العقلية الخالية من أي اضطرابات.

وقال د. رشاد، في المحاضرة التي نظمها بيت السرد بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وأدارها د. مبارك الخالدي، إن هناك علاقة وثيقة بين العلاج النفسي والفن، ترجع جذورها لنظرية التحليل النفسي، التي أسسها فرويد وتفسيره لكثير من السلوكيات البشرية.

واعتمد المحاضر على أسلوب التفاعل مع الحضور، من خلال طرح بعض الأسئلة وإشراكهم في محاور المحاضرة، ليؤكد على بعض الأفكار والاعتقادات لدى الجمهور أو يصححها بشكل علمي، خصوصا أن اغلب الحضور من اصحاب التجارب الادبية والسردية، أو ممن يهوون القراءة والاطلاع.

وذكر د. رشاد أن استخدام العلاج النفسي عن طريق السرد القصصي يعد من أهم الأساليب المتبعة لدى المعالجين النفسيين، مؤكدا قدرة السرد على زيادة وعي الحالات المرضية بذاتهم وتعزيز قدراتهم المعرفية للتمتع بالحياة من خلال إنتاجهم القصصي.

وبيّن أن العلاج بالرواية او بالسرد القصصي يعتبر من اشكال العلاج النفسي الذي يسعى لمساعدة الناس على تحديد الافكار والمعتقدات والقيم والمهارات والمعارف، التي يجب أن يحيوا من خلالها، حتى يتمكنوا من التصدي بفعالية للمشاكل التي يواجهونها مهما كانت، حيث يسعى المعالج من خلال وسيلة فنية تسمى "التعبير الحر" لمساعدة الشخص او الحالة المرضية لتأليف قصة جديدة عن نفسه، وهو ما يساهم في إكسابه مهارات جديدة خصوصا عندما يعيد سرد او كتابة قصته من جديد، ليركز على جوانب كان غافلا عنها تعطي المزيد من القوة لشخصيته الذاتية.

وعن أهم القواعد العامة للعلاج بالسرد القصصي، قال رشاد: "بالطبع هناك احترام حالة المريض والمحافظة على أسراره والنظر له على أنه شخص يحتاج إلى فهم ذاته، ليتمكن من التعامل مع الواقع وحل صراعاته، وتشجيعه على التعبير عن ذاته، وعدم النظر له بوصفه مضطرب وعاجز".

وأضاف: "في العلاج السردي لا يحتل المعالج مساحة اجتماعية أو أكاديمية أعلى من المريض، بل لابد أن تعتمد العلاقة العلاجية، على أن يكون المريض الشخص الأكثر خبرة في فهم حياته وذاته، وهو الوحيد الذي لديه المهارات والمعرفة اللازمة لتغيير سلوكه".

واختتمت الأمسية بتكريم المحاضر من المشرف على بيت السرد بالجمعية د. مبارك الخالدي.

back to top