خلال الأسبوعين الماضيين قلصت صناديق التحوط وغيرها من مديري الأموال مراكزها الطويلة المشتركة في عقود النفط الأكثر نشاطاً وعمدت إلى جني الأرباح بعد أن وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أربع سنوات في بداية شهر أكتوبر الحالي.وكان التحسن المشوش الذي حدث في نهاية سبتمبر وأول أكتوبر مدفوعاً بمخاوف من ألا تتمكن المملكة العربية السعودية وروسيا من سد الفجوة التي تسببها العقوبات الأميركية على النفط الإيراني.
وعلى الرغم من ذلك، وبعد أن وصل سعر خام برنت إلى 86 دولاراً للبرميل مطلع هذا الشهر، حوّل من في السوق أنظارهم نحو جانب الطلب من المعادلة مع تحذير مختلف الجمعيات الدولية من أن النمو الاقتصادي العالمي قد يتراجع وأن نمو الطلب على النفط قد يتأثر بارتفاع أسعار النفط.وبناء على ذلك، بدأ «نقص الإمداد الوشيك « المتصور بإفساح المجال أمام مخاوف من أن ارتفاع سعر برنت فوق 85 دولاراً للبرميل سوف يشكل بداية تدمير الطلب وخصوصاً في الأسواق الناشئة التي أصبحت معرضة بقدر أكبر للتحسن في سعر النفط بسبب هبوط قيمة عملاتها مقابل الدولار.وفي الأسبوع المنتهي في 9 أكتوبر خفض مديرو المحافظ مراكزهم المشتركة، التي تمثل الفارق بين المراهنات على تحسن الأسعار وعلى تراجعها في أكثر ستة عقود بترولية أهمية بـ 36 مليون برميل في أعقاب خفض بـ 19 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 2 أكتوبر، بحسب معلومات قرأتها وكالة رويترز من محلل السوق جون كيمب.وفي الأسبوع المنتهي في 2 أكتوبر أيضاً خفض مديرو الأموال مراكزهم في خام برنت لأول مرة في ستة أسابيع بـ 14 مليون برميل في أعقاب زيادة مشتركة من 172 مليون برميل منذ 21 أغسطس – بحسب كيمب. وعمدت صناديق التحوط إلى جني أرباح بعد التحسن الذي شهده شهر سبتمبر حتى قبل إعلان المملكة العربية السعودية وروسيا قيامهما بتحسين الإنتاج وقبل هبوط أسعار في الأسواق العالمية في الأسبوع الماضي التي انتشرت إلى السلع.وفي الأسبوع المنتهي في 9 أكتوبر تركزت تصفية صناديق التحوط على خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط. وهبط خام برنت بستة ملايين برميل في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط بـ 37 مليون برميل. وفي الأسابيع الخمسة حتى 9 أكتوبر قلص مديرو الأموال مراكزهم في خام غرب تكساس الوسيط بإجمالي بلغ 90 مليون برميل وأصبح مركزهم الآن عند أدنى مستوى خلال سنة، بحسب معلومات كيمب. واعتباراً من 9 قفز النقص في خام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى منذ منتصف شهر يونيو.
خسارة النفط الإيراني
كانت أسعار خام برنت تعكس ردة فعل السوق إزاء تقديرات حول خسارة النفط الإيراني من جهة ومخاوف بدء تباطؤ النمو على طلب النفط من جهة أخرى.وفي نفط غرب تكساس الوسيط ازدادت المراهنات على هبوط الأسعار مع ارتفاع مخزون النفط الأميركي وكانت المخاوف من نقص إنتاج بريميان ونقص المخزون سادت خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي أعقاب تحسن السعر في نهاية فصل الصيف وبداية الخريف الناجم عن مخاوف من خروج ما يصل إلى مليوني برميل يومياً من النفط الإيراني من السوق توجه المضاربون إلى جني الأرباح. وإضافة إلى ذلك، بدأ أصحاب «التفكير الهادئ» بالهيمنة على المستثمرين الآخرين الذين شرعوا بالاهتمام بتحذيرات من أن أسعار النفط الأعلى شكلت تهديداً للنمو الاقتصادي العالمي بالتالي على وتيرة نمو الطلب على النفط الذي كان قوياً حتى الآن في هذه السنة.وعلى أي حال، أصبح سوق النفط في الوقت الراهن عرضة لمزيد من الاهتمام بالجوانب الجيوسياسية بقدر يفوق الأساسيات. وفي الأسابيع الثلاثة حتى موعد فرض العقوبات سوف يركز المشاركون على تقديرات خسائر إنتاج النفط الإيراني، وكم من تلك الخسائر تستطيع السعودية وروسيا تعويضه.