العراق ليس له حل!
لا يمر يوم في العراق دون أن نسمع عن بلاد «الأربعين حرامي» شيئاً ما يعكر المزاج ويطير العقل من الدماغ، ويجعل الحياة أكثر قتامة وبؤساً... الأحداث تتوالى على رؤوسنا بسرعة مدهشة منذ سقوط النظام البائد، أحداث ساخنة غير عادية من العيار الثقيل، كل حادث منها يكفي ليقصم ظهر أصلب رجل فينا، فما إن نخرج من أزمة حتى نقع في أخرى أسوأ وأتعس.
![محمد واني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1630607050878772300/1630607062000/1280x960.jpg)
لا يمر يوم دون أن نسمع عن بلاد «الأربعين حرامي» شيئاً ما يعكر المزاج ويطير العقل من الدماغ، ويجعل الحياة أكثر قتامة وبؤسا... الأحداث تتوالى على رؤوسنا بسرعة مدهشة منذ سقوط النظام البائد، أحداث ساخنة غير عادية من العيار الثقيل، كل حادث منها يكفي ليقصم ظهر أصلب رجل فينا، فما إن نخرج من أزمة حتى نقع في أخرى أسوأ وأتعس، لا نكاد نتخلص من «بلاوي» العروبيين حتى نتعرض لتفاهات الطائفيين، دائمي التنقل من حفرة إلى حفرة، ومن مصيبة إلى أخرى ألعن وأتعس، والله وحده يعلم ماذا نخبئ للعالم من مفاجآت غداً؟!... حروبنا شرسة وقاسية وسلامنا ذل ومهانة، عندما نحارب، نقتل بالآلاف وبكل الأسلحة، المحرمة منها وغير المحرمة، ولكن عندما نتهاوى ونندحر «نبوس الجزم» ونستسلم دون قيد أو شرط، فلا حروبنا تشبه حروب الآخرين ولا سلامنا يشبه سلام الآخرين. بعد أن أنجانا الله من حزب عروبي عنصري فاشي عام 2003 وقلنا سنشكل دولة ديمقراطية للجميع ليكون الكل سواسية أمام القانون وكتبنا دستوراً، سرعان ما رحنا نشكل ميليشيات طائفية وفرق موت، يقتل بعضنا بعضا على أساس الهوية عبر حرب أهلية، ديمقراطيتنا بخلاف ديمقراطيات العالم، تعطي مساحات واسعة لحرية السرقات المنظمة والقتل على الهوية وتوزيع المناصب العامة بحسب القرابة الحزبية أو الطائفية أو العائلية، فالأقربون كما هو معلوم أولى بالمعروف... كل الشعوب في حالة إبداع وتطور دائمة، وشعوبنا مثل الثور المعصوب العينين يدور في رحى الشعارات البالية والمبادئ الفارغة التي عفا عليها الدهر وفاتها قطار الحداثة والمعاصرة. * كاتب عراقي