لبنان: «التفاؤل» يصمد وعون يفوز بـ «العدل»
حزب الله يضغط لتوزير «المعارضة السنية» وفرنجية يتمسك بـ «الأشغال»
اقترب المخاض الحكومي الذي بدأ منذ خمسة أشهر تقريباً، من خواتيمه السعيدة، وباتت الولادة المنتظرة متوقّعة بين ساعة وأخرى، وغداً الأحد كحد أقصى على حد تعبير الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الذي قال ليل أمس الأول، إنه سينهي مهمّته قبل نهاية الأسبوع الجاري. وكشفت مصادر مواكبة لعملية التشكيل، عن «تمسّك رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بوزارة العدل التي تعد بمنزلة أداة الحكم الوحيدة، خصوصاً بعدما ضمن الحريري وزارة الداخلية، كما فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري لناحية حقيبة المالية». أضافت: «أما على صعيد وزارة الأشغال العامة، فان التيّار الوطني الحر وصل إلى نتيجة سلبيّة في هذا الإتجاه، خصوصاً بعد تأكيد رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية خلال مقابلة أمس الأول، تمسكه بها». وتابعت: «حزب الله وفريق 8 آذار يضغطان على الرئيس المكلف لتوزير أحد النواب السنة من خارج تيار المستقبل والحريري يرفض هذا التوزير»، مشيرةً إلى أن «الحل قد يكون بتوزير السني من حصة عون من النواب الفائزين من خارج كتلة المستقبل». واعتبرت المصادر أن «رئيس الجمهورية يريد حكومة متجانسة لا نفور بين وزرائها لتتمكن من الإنتاج»، لافتة إلى أن «توزيع الحصص لا يعني انتهاء التشكيل لأن إسقاط الأسماء على الحقائب قد يستلزم بعض الوقت». وأكدت أن «التفاؤل لا يزال على حاله وأن الحكومة قاب قوسين كما قال الرئيس ميشال عون أمس الأول. وختمت: «أما على الصعيد الأرمني، فالمشكلة حسمت عبر اسناد حقيبة لوزير من الأرمن الأرثوذكس، وأخرى لوزير من الأرمن الكاثوليك، علماً أن أمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقردونيان أكد بعد زيارته الرئيس الحريري أمس أنهما سيكونان أرثوذكسيين وأن التفاؤل مستمر والحكومة ستتشكل بظرف 48 ساعة».
واستقبل الحريري في بيت الوسط، أمس، رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل. وفي وقت استبقاه إلى مائدة الغداء، طلب من الصحافيين مغادرة القاعة المخصصة لهم في بيت الوسط بعد وصول باسيل. وأفيد بأن اللقاء لم يكن مقرراً وأن الرئيس المكلف سيحصل من باسيل على إجابات حول أكثر من عقدة.وأعلن باسيل، بعد لقاء الحريري، أن «الأمور إيجابية جدا، ونحن على الطريق الصحيح لتأليف حكومة وحدة وطنية بمعايير التمثيل الصحيح من دون استثناء أحد»، وقال: «قدمنا كل التنازلات والتسهيلات لحكومة تراعي الأعداد والتوازن بالحقائب».إلى ذلك، رأى عضو تكتل «لبنان القوي» النائب شامل روكز، أن «الحكومة باتت في المراحل الأخيرة، لكن الأهم ألا تتغلّب المعايير، التي وضعت على المفاهيم». وأشار في حديث إذاعي أمس، إلى أن «مشاورات التـأليف مستمرة، ووزارة العدل حسمت بنسبة كبيرة لرئيس الجمهورية، والبديل عنها للقوات يمكن أن تكون وزارة العمل». كما رأى رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس، أمس، أن «مسار تأليف الحكومة وصل إلى نهايته بعد استكمال بعض الاتصالات الأخيرة، ومن المتوقع الإعلان عن الحكومة الجديدة في وقت قصير». وقال: «ما نشهده من أخذ ورد في موضوع الحصص والحقائب عملية طبيعية عند كل تأليف للحكومة، لكن في النهاية فإن الرئيس المكلف يعد المسودة التي يراها مناسبة ويناقشها مع رئيس الجمهورية، وقد لمسنا في لقائنا نحن رؤساء الحكومة السابقين مع الرئيس الحريري في بيت الوسط قبل أيام قليلة، أنه كان مطمئناً إلى مسار الأمور وعازماً على إعلان التشكيلة ضمن مهلة حددها لنفسه».