وسط أوضاع أمنية متوترة، يتوجه الناخبون في أفغانستان إلى صناديق الاقتراع، اليوم، لانتخاب برلمان جديد، بعد تمديد فترة عمله أكثر من ثلاثة أعوام ونصف.

وأصبحت المقاعد الـ 250 في مجلس النواب الأفغاني، والتي تشغل النساء 68 مقعدا منها حاليا، مفتوحة أمام الجميع، وستكون فترة عمل الأعضاء المنتخبين فيها أربعة أعوام.

Ad

ويقول النائب رمضان بشردوست، المعروف بانتقاده العلني لأعضاء آخرين في مجلس النواب بسبب حياة البذخ التي يعيشونها، إنه خلال السنوات السبع الماضية، لم يحضر بعض الأعضاء اجتماعاً واحداً في البرلمان.

ويضيف بشردوست (56 عاما)، الذي يمثل محافظة كابول، إن هذه الحالات من الغياب المستمر تركت مصير العديد من مشاريع القوانين التي تم تجهيزها غامضا، ولم يتم إقرارها لسنوات.

ومما يزيد تعقيد غياب أعضاء البرلمان، انخفاض ساعات عمل معظم النواب التي لا تكاد تتجاوز في مجملها ثلاث ساعات فقط.

ويضيف بشردوست إنه نتيجة لذلك، يقضي النواب معظم وقتهم في مكاتبهم لمعالجة أمورهم الخاصة.

ويشارك بشردوست في اجتماعات الجمعية الوطنية الأفغانية أيام الاثنين والأربعاء والسبت، وخلال بقية الأسبوع، يعمل في لجنة الشهداء والمعاقين، وهي واحدة من اللجان الـ 17 في البرلمان.

وإلى جانب الأنشطة الروتينية للبرلمان، يقضي هذا النائب وقته في التحدث مع السكان المحليين في شوارع كابول الخلفية القذرة، حيث يتنقل بين الاجتماعات في سيارة صغيرة رخيصة الثمن تم دهانها بألوان العلم الوطني لأفغانستان.

وما يفعله بشردوست عمل نادر بين أعضاء البرلمان الأفغاني، حيث يستخدم معظمهم عربات مدرعة باهظة الثمن، ويحيط بهم حرس شخصي مدجج بالسلاح، يقوم بسد الطرق لتسهيل انتقالاتهم بشكل سريع.

وأصبح بشردوست معروفاً في أفغانستان، بسبب انتقاده لزملائه الذين ينعمون بالثراء الفاحش، متسائلا عن قدرتهم على اقتناء تلك السيارات الفارهة، بينما يتضور بقية سكان البلاد جوعاً.

وإلى جانب انتقاده للبرلمانيين الآخرين، من المعروف أن بشردوست يدعو إلى التصويت بطرح الثقة ضد الوزراء الذين يعتقد أنهم يفتقرون إلى الصفات الضرورية التي تؤهلهم لشغل هذا المنصب.

إلى ذلك، تعهدت حركة "طالبان"، أمس، مجدداً، بإغلاق جميع الطرق "الرئيسية والفرعية" في أنحاء أفغانستان، وحذرت المواطنين من الادلاء بأصواتهم في "الانتخابات المضللة من قبل الغزاة".

قندهار

وأعلن الناطق باسم القصر الرئاسي شاه حسين مرتضوي، إن مجلس الأمن القومي الأفغاني قرر تأجيل الانتخابات في إقليم قندهار، بناء على طلب من السكان وتوصيات من لجنة الانتخابات.

وجاء التأجيل بعد يوم واحد من هجوم تبنته "طالبان" على اجتماع أمني رفيع المستوى في قصر حاكم قندهار استهدف قائد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) والقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر.

ولم يتعرض ميلر لإصابات، لكن الهجوم أسفر عن مقتل اثنين من كبار المسؤولين الأفغان، هما الجنرال عبد الرازق، قائد شرطة قندهار الذي يعد أحد أرقى قادة الشرطة والمعروف بعدائه الشديد لطالبان، وقد نجا من العديد من محاولات لاغتياله سابقا، ورئيس المخابرات في قندهار، الجنرال عبد المؤمن. وأصيب حاكم قندهار وجنرال بالجيش وثلاثة أميركيين بجروح.

وفي سنغافورة، اعتبر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، أن قتل الجنرال عبد الرازق لن يؤثر على الوضع الأمني في قندهار.

وقال لصحافيين في سنغافورة، على هامش قمة حول الأمن: "رأيت الضباط المحيطين به، رأيت التقدم الذي حققته قوات الأمن الأفغانية". وأضاف أن "أفغانستان خسرت وطنيا، لكن لا أعتقد أن ذلك سيترك أثرا على المدى البعيد في المنطقة".

ورأى ماتيس أن الوقت ما زال مبكرا لمعرفة ما إذا كان هذا الهجوم سينعكس على نسبة المشاركة في انتخابات اليوم.

وتهدف البرلمانات إلى أن تكون مصدرا للاستقرار السياسي في الدول، حيث تدعم حكم القانون وتدافع عن المصلحة العامة، لكن البرلمان في أفغانستان لا يتمتع بسمعة طيبة، بسبب الفساد الهائل، والألاعيب السياسية القذرة، والاستخفاف العام.