بعد أيام عن تداول أنباء إبرام صفقة بين تنظيم "داعش" والنظام السوري وحليفه الروسي، أفرج التنظيم، أمس، عن 6 رهائن من بين 27 درزيا خطفهم في يوليو الماضي خلال هجوم في محافظة السويداء بجنوب سورية، لقاء فدية وإفراج النظام عن معتقلات لديه يطالب بهن "داعش".

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إنه "جرى الإفراج عن 6 مختطفين من سكان ريف السويداء الشمالي الشرقي هم سيدتان وأربعة أطفال"، مشيرا إلى أنها "أول دفعة من المختطفين الـ27 المحتجزين لدى التنظيم، وهم 18 طفلا و9 مواطنات".

Ad

وأضاف أن ذلك جرى في سياق "أولى خطوات تنفيذ الصفقة" التي تتضمن تجنيد أبناء المحافظة التي تسكنها غالبية درزية بقوات النظام، بعد أن كانت ترفض إلحاق أبنائها مع اندلاع النزاع والحرب الأهلية قبل 7 سنوات.

وذكر عبدالرحمن انه "جرى تسليم التنظيم تسع معتقلات و7 من أطفالهن كان يحتجزهم النظام".

وينص الاتفاق الذي تم التفاوض عليه مع النظام السوري على دفع فدية قدرها مليون دولار عن كل رهينة، إضافة إلى إطلاق سراح نحو 60 معتقلة من التنظيم لدى النظام ووقف الهجوم ضد الجهاديين في المنطقة الصحراوية للسويداء.

كما يتضمن قيام قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن والمؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد، بإطلاق سراح معتقلات من التنظيم محتجزات لديها.

وبث التلفزيون السوري الرسمي صورا للمفرج عنهم لدى وصولهم إلى مدينة السويداء أظهرت سيدة لفّت حول رأسها وشاحا أبيض، إلى جانب والدتها وأطفالها الأربعة يرتدون ثيابا متسخة وبعضهم حليق الرأس.

ولا يزال التنظيم يحتجز نحو 20 شخصا آخرين، وفق عبدالرحمن الذي قال إنه "من المتوقع إطلاق سراح المحتجزين الآخرين خلال الساعات أو الأيام القادمة".

ومنذ خطف الرهائن، قام التنظيم في الخامس من أغسطس بإعدام شاب جامعي، 19 عاما، بقطع رأسه، وأعلن بعد أيام وفاة سيدة مسنّة، 65 عاما، من بين الرهائن جراء مشاكل صحية، ثم أعلن في مطلع أكتوبر الجاري إعدام شابة في الخامسة والعشرين من العمر.

في غضون ذلك، أفاد مصدر طبي تابع للمعارضة من دير الزور آخر معاقل "داعش" شرقي سورية، بأن عدد ضحايا ضربة جوية شنها التحالف الدولي عن طريق الخطأ على مسجد بدير الزور، ارتفع إلى 41 قتيلا مدنيا بينهم 10 أطفال.

كما قتل 35 على الأقل من عناصر تنظيم "داعش" في معارك وغارات جوية نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد معقلهم الأخير في شرق سورية.

وفي محافظة إدلب، وقع أمس قصف واستهدافات متبادلة بين قوات النظام والفصائل لليوم الثاني على التوالي ضمن المنطقة منزوعة السلاح جنوب شرق المحافظة الأخيرة التي تقع خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.

من جهة ثانية، قال مصدر عسكري سوري، أمس، إن وحدات تابعة للجيش السوري تنوي تفجير ألغام وعبوات ناسفة موجودة في منطقة داريا جنوب غربي العاصمة دمشق. وطالب المصدر سكان العاصمة بالاطمئنان.

التدخل الروسي

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس مقتل قرابة 88 ألف مسلح من الفصائل المعارضة والمقاتلة في سورية خلال السنوات الثلاث، منذ تدخل موسكو لدعم القوات الحكومية.

وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية أن شويغو قال خلال منتدى في سنغافورة إنه "على امتداد العملية، تم القضاء على أكثر من 87500 مسلح، وتحرير 1411 بلدة، وأكثر من 95 في المئة من الأراضي السورية".

وأضاف شويغو: "لقد تمت تصفية معظم المسلحين". وأفاد بأن القوات الجوية الروسية نفذت 40 ألف مهمة قصف، وأصابت نحو 120 ألف هدف للبنية التحتية "الإرهابية".

وشدد وزير الدفاع على أن "القوات المسلحة السورية تسيطر حاليا على الأراضي التي يعيش فيها أكثر من 90 في المئة من السكان".

ويفيد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في بريطانيا أن ما يقرب من 365 ألف شخص قتلوا خلال النزاع الذي اندلع قبل 7 سنوات.

وتدخلت روسيا بالنزاع في سبتمبر 2015 ووفرت الإسناد الجوي لنظام الرئيس بشار الأسد.

من جهة ثانية، أعلنت الحكومة الكندية أنها تستعد لتوطين مجموعة من متطوعي "الخوذ البيضاء" وعوائلهم، الذين قيل إنهم كانوا يمارسون مهام "الدفاع المدني" في مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، ووزير شؤون الهجرة واللاجئين والجنسية الكندي، أحمد حسين، في بيان مشترك، أمس الأول، إن: "كندا تعمل مع مجموعة أساسية من الحلفاء الدوليين على إعادة توطين مجموعة من الخوذ البيضاء وعائلاتهم، بعد أن اضطروا إلى الفرار من سورية".

وظهرت مجموعة "الخوذ البيضاء" عام 2013، عندما كان الصراع السوري يقترب من عامه الثالث. ومنذ تأسيسها، قتل أكثر من 200 متطوع في صفوفها وأصيب نحو 500 غيرهم.