وفاة خاشقجي: السعودية تتعهد بمحاسبة المتورطين... وإشادة عربية
ترامب يثق بإعلان المملكة... وردود فعل أوروبية متفاوتة
أشادت دول عربية عدة، بينها مصر والإمارات والبحرين وفلسطين واليمن وجيبوتي، بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها السعودية في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبرة أن تعهد المملكة بمحاسبة المتورطين يقطع الطريق أمام أي استهداف سياسي لها. وكانت السلطات السعودية أعلنت فجر أمس، أن خاشقجي، الذي كان مقيماً في الولايات المتحدة، توفي خلال شجار مع عناصر من فريق حكومي كان يناقش معه مسألة عودته إلى المملكة، في 2 الجاري داخل قنصلية المملكة بإسطنبول، معلنةً توقيف 18 سعودياً مشتبهاً فيهم، وإعفاء مسؤولين من مناصبهم، أرفعهم المستشار بالديوان الملكي برتبة وزير، سعود القحطاني، ونائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري، بالإضافة إلى 3 ضباط كبار في الاستخبارات التي شكل العاهل السعودي لجنة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلتها.من جهته، تعهّد النائب العام السعودي بالوصول إلى كل الحقائق وإعلانها، ومحاسبة جميع المتورطين في القضية وتقديمهم للعدالة، معلناً أن «مناقشات تمت بين خاشقجي والأشخاص الذين قابلوه أثناء وجوده في القنصلية أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي، مما أدى إلى وفاته».
في السياق، أفاد مصدر سعودي رسمي بأن المشتبه فيهم توجهوا إلى إسطنبول لمقابلة خاشقجي لظهور مؤشرات تدل على إمكان عودته إلى المملكة، غير أن «المناقشات لم تسر بالشكل المطلوب، وتطورت بشكل سلبي أدى إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي، وتفاقم الأمر، مما أدى إلى وفاته»، مضيفاً أن المشتبه فيهم «حاولوا التكتم على ما حدث وتغطيته».وذكر مصدر آخر مطلع، في خبر نشرته قناة «العربية» السعودية، أن المتهمين أنكروا وجود خاشقجي داخل القنصلية، وأعلموا السلطات في الرياض بأن الرجل غادر سالماً. من ناحيتها، قالت وكالة «رويترز»، عن مصدر ثالث، في تقرير تناقلته وسائل إعلام سعودية، إن «التحقيقات أظهرت أن سائق القنصلية السعودية من بين مَن سلموا جثة الصحافي السعودي إلى متعاون محلي»، وأن «ولي العهد السعودي، لم يكن لديه علم بما جرى لخاشقجي بشكل محدد». وفي ردود الأفعال العالمية، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليل الجمعة - السبت، أن التفسير الذي صدر عن السعودية بشأن ما حدث لخاشقجي «ذو مصداقية، وموثوق به»، وأن ما جرى «خطوة أولى جيدة وكبيرة»، لافتاً إلى أنه سيتحدث إلى ولي العهد السعودي في هذا الصدد. وبينما واصل أعضاء في الكونغرس المطالبة بتحقيق أميركي في هذه القضية، قالت الحكومة البريطانية إنها تبحث «الخطوات المقبلة» بعد الإعلان السعودي، في حين دعا رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إلى إيضاح كل الحقائق بأسرع وقت. وفي برلين، علقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن «الأحداث لم يتم توضيحها، وبالطبع نطالب بتفسير».