رياح وأوتاد: هل تقوم مؤسسات المجتمع المدني بالإنقاذ؟
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
كل هذه المهمات العظيمة تكاد تكون مفقودة في الكويت، حيث ركزت كثير من الجمعيات المهنية على طلب الكوادر والزيادات لأعضائها، ولم تعط تلك الجوانب الاهتمام المطلوب رغم أن غالبية أعضاء هذه الجمعيات يعملون في كل مفاصل الحكومة وجوانبها.في الندوة التي تكلمت فيها عن هذا الموضوع يوم الاثنين الماضي دعوت الجمعيات المهنية وأعضاءها إلى كشف الشهادات المزورة والمضروبة التي يختلطون بأصحابها أثناء عملهم، وفضح التعيينات والترقيات البراشوتية، كما دعوتهم للإبلاغ عن شبهات الفساد التي يطلعون عليها أو يشكون فيها، وأيضاً ذكرت أن من واجب هذه الجمعيات أن تقرع جرس الإنذار عن وجود نقص شديد في الكثير من التخصصات المتعلقة بمهنتهم مثل التمريض والأشعة والمختبرات والمهن الفنية الأخرى التي أدى النقص الشديد فيها إلى تأخير افتتاح المستشفيات الجديدة، ومثل المدرسين في بعض التخصصات الضرورية التي أدى النقص فيها إلى جلب المعلمين من الخارج، وغيرها من المهن التي أدى النقص الكبير فيها إلى استيراد العاملين من الخارج، وزيادة الاختلال في التركيبة السكانية.كما دعوت جمعيتي الاقتصاديين والمحاسبين إلى إقامة البحوث والندوات حول الاختلالات الخطيرة في الميزانية، والوضع المالي للدولة، وضرورة الإشارة بالأصابع الفنية المجردة إلى مواطن الهدر في الإنفاق، وعدم جدوى الإنفاق ومخاطر المستقبل ومظاهر الفساد.الكويت تحتاج إلى قيام الجمعيات المهنية بحملات كبيرة تحقق الإصلاح وتتصدى للفساد والانهيار الشديد الذي تشهده البلاد في التوظيف والترقيات وقيم العمل والفساد، فهل ستقوم هذه الجمعيات بواجبها هذا أم ستكتفي بدورها المتواضع الحالي، خصوصاً بعد عجز المجلس عن القيام بهذا الدور؟